لم يعد لساكنة قصور واحات عرب الصباح والرتب من حديث، سوى لحالة الجفاف الذي جثم على أراضيهم منذ سنوات، أهلكت الزرع وأيبست الضرع، وهو ما انعكس سلبا على هؤلاء،وكذا على المراكز الحضرية القريبة كأرفود والريصاني…باعتبار الكساد الإقتصادي الذي أصبح يعانيه الجميع هنا، حيث شكلت المنتوجات المعبشية الفلاحية وكذا التمور، موردا هاما للفلاحين ساهمت في الاستقرار والترويج الاقتصاديين.
لكن مع توالي سنوات الجفاف بفعل قلة الأمطار واستنزاف الفرشة المائية لتافيلالت، أدى إلى هاته الوضعية الخطيرة التي دفعت أسرا وأفرادا للهجرة، بحثا عن مورد رزق في مدن كالمحمدية وفاس وكناس وغيرها… حيث لا يمر مجلس من مجالس مناطق واحات عرب الصباح والرتب، إلا وتسمع أحاديث عن فرص الشغل المتاحة بتلك المدن، بعد انسداد أفق استغلال أراضي واحتهم بسبب الجفاف، وفي غياب أي تحرك من الجهات المسؤولة لإنقاد ما يمكن إنقاده، في منطقة لعبت دورا تاريخيا في بناء تاريخ المغرب المجيد والحفاظ على توابثه التليدة.
السكان خلال مجالسهم الخاصة وأحاديثهم، قاموا بإحياء أحد المقترحات الهامة التي روجها آباؤهم بعد الاستقلال بل وغي بداية الألفية الثالثة، والتي تم إقبارها آنذاك(…) ألا وهو تحويل مياه واد كير (GUIR) الذي كان يطلق عليه كذلك واد تازوكارت، وكذا ماء واد غريس الكثير الجريان، وذلك نحو واد زيز الشريان المائي لواحات عرب الصباح والرتب.
هذين المشروعين في حال تنفيدهما يؤكد هؤلاء، فإنه بدون شك سينقد الأراضي العطشى بالرتب وعرب الصباح، وسيساهم في الاستقرار والتوازن الاجتماعيين بالمنطقة.
تافيلالت: الموت البطيء يزحف على واحات عرب الصباح والرتب، ومطالب بتحويل مياه واد ” تازوكارت” و واد غريس.حين أن هناك من اقترح – بالإضافة إلى تحويل مياه واد كير ( تازوكارت) وواد غريس، استغلال منطقة ” إيردي ” الغير بعيدة عن الواحات المذكورة، عن طريق حفر آبار يستفاد من مياهها، الغير بعيدة عن المناطق المتضررة من واحات عرب الصباح زيز.
والجميل في الأمر هو أن شابا من أرفود وهو ابن لأحد المقاومين كان من أعيان المنطقة، مازال يحتفظ بمراسلات والده رحمه الله، لمجموعة من المسؤولين بتافيلالت والرباط سنة 2001م، يلتمس فيها رحمة الله عليه، التدخل لإنقاد واحات عرب الصباح زيز من الجفاف، وذلك بتحويل مياه واد كير وواد غريس نحو زيز.
فهل ستتحرك الحكومة المغربية لإنقاد واحات عرب الصباح والرتب، من موت بطيء يزحف عليها؟
بوطيب الفيلالي