يتواصل شد الحبل بين سعيد اشباعتو الذي كان يشغل عضوا بالمكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورفاقه في الأمس، ألذ خصومه اليوم، فبعد الحكم القضائي الذي جرد اشباعتو من عضوية جهة درعة تافيلالت الصادر عن المحكمة الإدارية الإبتدائية بمكناس وأيدته محكمة الإستئناف الإدارية بالرباط، اتخذ النزاع منحى تبادل الاتهامات والتهديدات، فقد اتهم سعيد اشباعتو في تصريحات صحافية حزب الوردة بالإدلاء للمحكمة بنسخة مزورة من القانون الداخلي للحزب خلال الدعوى القضائية التي رفعها ضده عبد الله العلاوي وكيل لائحة الحزب في الانتخابات الجهوية بسبب ترشح اشباعتو وكيلا للائحة التجمع الوطني للأحرار الذي التحق به أسابيع قليلة قبل موعد استحقاقات 04 شتنبر2015.
وهدد اشباعتو بأنه سيلجأ للمحكمة لرفع دعوى قضائية ضد عبد الله العلاوي باعتباره المشتكي الذي أدلى بنسخة من القانون الداخلي للحزب خلال المحاكمة.
ولم يتأخر رد عبد الله العلاوي و وجه رسالة مفتوحة نشرها في بعض المواقع الالكترونية المحلية بميدلت وجهة درعة تافيلالت، واعتبر اتهام اشباعتو له بتزوير القانون الداخلي بأنها تصريحات مفاجئة وتدعو للدهشة والأسف، واعتبر العلاوي أن من حق اشباعتو أن يدافع عن نفسه أمام المحكمة ويزودها بكافة الأدلة والحجج لتنصفه لكن “أن يلجأ الى وسائل الإعلام ويطلق الأوصاف والنعوت فهذا يدخل في باب التشهير”، على حد تعبيره.
ونفى العلاوي الاتهامات الموجهة له بشأن التزوير، واتهم اشباعتو بجهل باليات اشتغال حزب الاتحاد الاشتراكي رغم كونه عضوا بالمكتب السياسي لسنوات، وأفاد العلاوي أن “القانون الداخلي للحزب ليس قرآنا منزلا ولا كهنوتا جامدا، فهو يتغير باستمرار ، واللجنة الإدارية تقدم باستمرار اقتراحات لتغيير بنوده بموافقة الكاتب الأول وأعضاء المكتب السياسي شريطة ألا تتعارض هذه الاقتراحات مع القانون العام أو قانون الأحزاب”.
واعتبر أن لجوء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لمقاضاة اشباعتو “كان بهدف استرجاع حق يعتقد أنه سلب منه وتوفق محاموه في استرجاعه”، وتساءل العلاوي لماذا لم يقدم سعيد اشباعتو قرائنه للمحكمة بدل أن يبسطها لوسائل الإعلام ؟ وأضاف ان قرار مقاضاة اشباعتو اتخذ على أعلى مستوى في الحزب وتابعه الكاتب الاول ادريس لشكر ومحامو الحزب، وانضبط له لكونه يتوفر على الصفة التي تمكنه من مقاضاة اشباعتو باعتباره وكيل اللائحة الجهوية للحزب.
ووصف العلاوي اتهامات اشباعتو لحزب الوردة بغير البريئة خاصة وأنه ينتظر قرار محكمة النقض، ويسعى إلى “التأثير على المحكمة أو مقايضة الاتحاد الاشتراكي خوفا من متابعته بقضايا تتعلق بتسديد ما بذمته من مستحقات المشاهرة “على حد تعبير العلاوي الذي ختم رسالته بأنه لايخشى التهديدات ويحتفظ لنفسه بحقه في متابعة اشباعتو بتهمة التشهير.
جدير بالذكر بأن الاتحاد الاشتراكي رفض قبول استقالة اشباعتو بعد التحاق هذا الأخير بحزب الأحرار ،كما سبق لادريس لشكر أن زار ميدلت وعقد لقاء في منزل عبد الله العلاوي خلال الحملة الانتخابية واتهم اشباعتو بعدم الوفاء وبالغدر وبأنه يستفيد من مالية الحزب دون أن يدفع واجبات المشاهرة.
ورغم أن اشباعتو ارسل للحزب وصلا بتحويل مبالغ مالية الى الحساب البنكي للحزب إلا أن ادريس لشكر رفض استقالته للمرة الثانية ووصف ماقام به اشباعتو أنها “كلها تصرفات خاطئة سيرد عليها الحزب في الوقت المناسب” وبعد اسابيع استجاب القضاء لطلب الاتحاد الاشتراكي بالطعن في ترشيح اشباعتو لمجلس جهة درعة تافيلالت ليشكل القرار ضربة مؤلمة لاشباعتو ولمستقبله السياسي.
اسماعيل ايت حماد مشاهد.