أثارت تصريحات أدلى بها هشام المهاجري، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، موجة واسعة من الاستياء داخل الأوساط التمريضية، بعد انتشار مقطع فيديو يوثّق مداخلته خلال لقاء حزبي على المستوى الجهوي، استخدم فيه تعابير وُصفت بأنها “جارحة ومهينة” في حق العاملين بالقطاع التمريضي.
وفي الفيديو المتداول، تحدث المهاجري عن بعض المراكز الصحية القروية بطريقة وُصفت بالمسيئة، حيث أشار إلى أن بعض الممرضات ينشغلن بما سماه “الحناء مع النساء”، بينما اتهم بعض الممرضين بـ”لعب الورق مع المواطنين ونسيان مهامهم”، بل شكك في كفاءتهم الطبية، قائلاً إن بعضهم “لا يدرك حتى ما يقوم به”.
هذه التصريحات لم تمر دون رد، فقد أثارت غضب عدد من الهيئات النقابية التي سارعت إلى التنديد بها، معتبرة إياها إساءة مباشرة لكرامة الأطر التمريضية. النقابة الوطنية للصحة أعربت في بيان لها عن رفضها القاطع لما وصفته بـ”الكلام الطائش”، مشيرة إلى أن ما صدر عن البرلماني يشكل “تجاوزًا غير مقبول” بحق فئة تشتغل في ظروف صعبة لتأمين الخدمات الصحية للمواطنين.
النقابة طالبت المهاجري بتقديم اعتذار رسمي، كما دعت إلى عدم الزج بالعاملين في القطاع الصحي في حسابات سياسية أو انتخابية، محذّرة من تحميلهم تبعات فشل السياسات العمومية المتراكمة في القطاع.
كما عبّر المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة عن استنكاره الشديد لما وصفه بـ”الانزلاق الخطير”، مؤكداً أن الإساءة للأطر التمريضية تمسّ ركيزة أساسية من ركائز النظام الصحي الوطني، داعياً النائب إلى التراجع الفوري عن تصريحاته وتقديم اعتذار علني.
وأكد المكتب ذاته استعداده للجوء إلى كافة الأشكال النضالية والقانونية المتاحة للدفاع عن كرامة الممرضات والممرضين، معتبراً أن احترام مهنيي الصحة واجب وطني قبل أن يكون مسؤولية أخلاقية.
تفاعل الشارع المهني مع الواقعة لم يقتصر على النقابات فقط، بل امتد إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من الممرضين والمواطنين عن غضبهم، ووصفوا تصريحات المهاجري بأنها “غير مسؤولة” و”تنم عن جهل بواقع القطاع الصحي”.
أحد الممرضين كتب قائلاً: “في الوقت الذي يحتفل فيه المغاربة بعيد العرش، يختار ممثل للأمة إهانة من يسهرون على صحة المواطنين بتعابير لا تليق بمسؤول سياسي”. فيما اعتبر آخر أن ما جاء في كلام البرلماني “محاولة لتبرير فشل السياسات العمومية عبر توجيه الاتهام للعاملين في الميدان”.
دعوات عديدة ظهرت تطالب بمحاسبة النائب المعني، وعدم التصويت لحزبه مستقبلاً كرسالة احتجاجية على ما اعتُبر مسًّا بكرامة العاملين في أحد أكثر القطاعات حساسية وحيوية.