تعتزم رابطة الدوريات الأوروبية والاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) التقدم بشكوى رسمية مشتركة ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى هيئات مكافحة الاحتكار التابعة للاتحاد الأوروبي يوم الاثنين المقبل. تأتي هذه الخطوة على خلفية التوترات المتزايدة بين الأندية واللاعبين من جهة، والفيفا من جهة أخرى، حول جدول المباريات الدولية المزدحم الذي يفرضه الأخير.
وتأتي الشكوى بعد أسبوعين فقط من حكم المحكمة العليا في أوروبا، الذي قضى بأن قواعد انتقال اللاعبين التي يفرضها الفيفا تخالف قوانين الاتحاد الأوروبي، في قضية شهيرة تقدم بها اللاعب الفرنسي السابق لاسانا ديارا. ويهدف التحرك الجديد إلى تقليص سلطة الهيئات الحاكمة لكرة القدم العالمية، وسط تنامي الاستياء من تضخم نفوذ الفيفا وتأثيره على صحة اللاعبين وسير البطولات المحلية.
يرى الدوري الأوروبي والاتحاد الدولي للاعبين المحترفين أن جدول المباريات الدولية أصبح عبئاً غير قابل للاستدامة بالنسبة للدوريات الوطنية، ويشكل خطراً متزايداً على صحة اللاعبين. ويتهمون الفيفا باستخدام قوته السوقية بشكل غير عادل لفرض هذا الجدول.
في المقابل، رد الفيفا بأن الجدول الحالي حظي بموافقة مجلسه بالإجماع، بعد سلسلة من المشاورات التي تضمنت الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين وهيئات الدوري.
ومن المقرر أن تنظر المفوضية الأوروبية، بصفتها الجهة المسؤولة عن تطبيق قوانين المنافسة في الاتحاد الأوروبي، في الشكوى. وتملك المفوضية صلاحية اتخاذ إجراءات قوية قد تصل إلى إصدار أوامر بوقف الممارسات المناهضة للمنافسة وفرض غرامات مالية على الأطراف المخالفة.
هذا التصعيد يضيف طبقة جديدة من التعقيد على العلاقة المتوترة بين اللاعبين والأندية والهيئات الحاكمة لكرة القدم، في وقت تتزايد فيه الدعوات لإعادة النظر في النظام الحالي وتحقيق توازن أفضل بين البطولات المحلية والدولية، مع مراعاة صحة اللاعبين واحتياجات الفرق.