في ظل تصاعد التوترات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، شهدت حركة الطيران اضطراباً كبيراً، خصوصاً بعد إعلان قطر إغلاق مجالها الجوي، مما دفع العديد من شركات الطيران إلى إلغاء أو تعديل مسارات رحلاتها، وعلى رأسها الخطوط الملكية المغربية التي اضطرت إلى اتخاذ إجراءات احترازية عاجلة.
فقد أكدت مصادر مطلعة من داخل الشركة أن الخطوط الملكية المغربية ألغت كافة رحلاتها المبرمجة نحو العاصمة القطرية الدوحة، بما في ذلك رحلة هذا المساء التي اضطرت إلى تغيير مسارها في اللحظة الأخيرة والعودة إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، وذلك تفادياً لأي مخاطر محتملة ناتجة عن التصعيد العسكري في المنطقة.
وحسب نفس المصادر، فإن الشركة تدرس كذلك إمكانية إلغاء رحلة أخرى كانت مبرمجة في اتجاه دبي، بالنظر إلى المسار الجوي الذي يمر عبر الأجواء القطرية التي أصبحت مغلقة أمام حركة الملاحة المدنية منذ صباح اليوم.
وتأتي هذه القرارات في سياق دولي مشحون، إذ أعلنت عدة شركات طيران أوروبية وأمريكية وآسيوية عن تقليص أو تعليق رحلاتها نحو منطقة الشرق الأوسط، على خلفية المواجهات المباشرة التي اندلعت بين إيران وإسرائيل، في تطور خطير للوضع الجيوسياسي في المنطقة.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد أشارت إلى أن الرد الإيراني الأخير استهدف منشآت وقواعد أمريكية في كل من قطر والعراق، ما زاد من تعقيد الوضع الأمني والميداني، وأجبر سلطات الطيران المدني في عدة دول على اتخاذ إجراءات استثنائية لحماية المسافرين والطواقم الجوية.
ويخشى متابعون أن تؤدي هذه الأزمة إلى مزيد من الارتباك في النقل الجوي العالمي، خاصة مع اقتراب موسم الصيف وارتفاع معدلات السفر، ما قد يتسبب في خسائر مادية كبيرة لشركات الطيران، إلى جانب التأثيرات المحتملة على حركة السياحة والتبادل التجاري في المنطقة.