الحدث بريس ـ متابعة
قال سفير المغرب لدى أستراليا، كريم مدرك، إن العلاقات بين المغرب وأستراليا “تشهد حاليا دينامية متميزة”.
وأعرب الدبلوماسي المغربي، في حديث خص به موقع الأخبار الأسترالي (فايب ميديا)، عن قناعته بأن هذه العلاقات ستستمر في التطور خلال السنوات المقبلة، بالنظر إلى أن البلدين الصديقين يتشاركان، على الرغم من البعد الجغرافي، نفس الموقف بشأن مختلف القضايا الدولية.
وتصادف سنة 2021 الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وأستراليا.
وقال السيد مدرك “تعد هذه الذكرى فرصة للتفكير في تطوير هذه العلاقات وكيفية التقريب بين بلدينا الصديقين، لأن هذه العلاقات تشهد حاليا دينامية متميزة، تتسم برغبة مشتركة في تعزيز التقارب واغتنام فرص التعاون القائم، لا سيما في المجال الاقتصادي”.
وأشار إلى أن افتتاح السفارة الأسترالية في المغرب سنة 2017 يعد مؤشرا ملموسا يعكس اهتمام السلطات الأسترالية بتعزيز التعاون مع المملكة.
وأضاف السفير المغربي قائلا “نجري حوارا سياسيا ديناميكيا مع السلطات الأسترالية يتمحور، أساسا، حول التعاون متعدد الأطراف، والقضايا العالمية من قبيل السلام والأمن ومكافحة الإرهاب”.
وحول التعاون الاقتصادي، أكد السيد مدرك أن المغرب وأستراليا يرغبان في تعزيز التبادل الاقتصادي بينهما، بالنظر للدور الريادي الذي يضطلع به البلدان في منطقتيهما، وكذا لوفرة فرص الاستثمار في العديد من القطاعات.
وبشأن استئناف العلاقات مع إسرائيل، أكد الدبلوماسي المغربي أنه لا تغيير في ارتباط المغرب الدائم والمستمر بالقضية الفلسطينية العادلة، وعزمه على مواصلة الإسهام الفعال والبناء في تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.
وذكر السيد مدرك بأن “جلالة الملك محمد السادس جدد، في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس، التذكير بموقف المملكة المغربية الثابت لصالح القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين المتفق عليه دوليا، وكذلك التزامها بالمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، باعتبارها السبيل الوحيد للتوصل إلى تسوية نهائية ودائمة وشاملة لهذا الصراع”.
وسلط السفير الضوء على الارتباط القوي لليهود المغاربة ببلدهم الأصلي نتيجة الانفتاح وسمو الحوار الديني والتسامح داخل المجتمع المغربي.
وبخصوص تدبير المغرب لوباء (كوفيد-19)، قال الدبلوماسي المغربي إن تدبير الحدود كان عاملا حاسما في الحد من انتشار الفيروس، مضيفا أن الإجراءات الصحية اللازمة للتعامل مع هذا الوباء، بما في ذلك حظر التجمعات العامة والتباعد الاجتماعي وإلزامية ارتداء الكمامة، تم اتخاذها في وقت مبكر جدا.
كما ذكر بإطلاق جلالة الملك محمد السادس، في شهر مارس 2020، للصندوق الوطني للتضامن الذي مكن الحكومة من تمويل وتنفيذ التدابير الصحية، ودعم الاقتصاد الوطني، والحفاظ على مناصب الشغل، والتقليص من التداعيات الاجتماعية للجائحة.
وأضاف أنه “تم وضع مخطط قوي للإنعاش الاقتصادي من أجل المساعدة على بلوغ معدلات نمو ترقى إلى مستوى ما قبل انتشار فيروس كورونا وإنعاش الاقتصاد الوطني”.
كما ثمن السيد مدرك اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء، مضيفا أن الإعلان الأمريكي الصادر بمرسوم رئاسي يأتي على خلفية الدعم المتزايد لمغربية الصحراء، الذي يكرس المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الحل العملي الوحيد لهذا النزاع المفتعل.
وأضاف السفير المغربي أنه علاوة على ذلك يأتي قرار الولايات المتحدة الأمريكية بفتح قنصلية في مدينة الداخلة في وقت فتحت فيه دول المجتمع الدولي عدة تمثيليات دبلوماسية لها في الصحراء المغربية خلال السنة الماضية، ما يؤكد التوجه الحالي نحو الاعتراف بالسيادة الكاملة للمملكة على أراضيها.