الملك محمد السادس يقيم في إقامته الخاصة بمنطقة مولاي يعقوب ضواحي مدينة فاس، والتي قرر الإقامة بها منذ نهاية شهر دجنبر من العام الماضي، ومنذ تلك الفترة، لم ينتقل الملك خارج مدينة فاس وضواحيها سوى مرة واحدة، عندما قرر قبل 3 أسابيع العودة إلى الرباط من أجل زيارة قبر جده محمد الخامس، بمناسبة حلول ذكرى وفاته التي تصادف العاشر من شهر رمضان، حيث استقر بمدينة الرباط لأيام قليلة، ليعود مجددا إلى فاس التي أحيى بها ليلة القدر.
وبهذا يكون مقام الملك محمد السادس بالعاصمة العلمية للمملكة قد دخل شهره الخامس. مما شكل علامة فارقة بالنسبة له. حيث لم يسبق أن أقام في مدينة خارج محور الدار البيضاء والرباط مدة كهذه، مما يعطي هذا الاختيار أهمية بارزة.
وكشفت مصادر عليمة، أن الاستعدادات بمدينة أكادير كانت على قدم وساق لاستقبال الملك محمد السادس. حيث كان من المقرر أن يشرف هناك على تتبع بعض المشاريع المرتبطة بمخطط التسريع الصناعي الجهوي. قبل أن يتم إخبار مسؤولي المدينة بتأخير الزيارة الملكية للمدينة إلى أجل غير مسمى.
وتشكل مدينة فاس جزءا أساسيا من التراث الوطني المغربي. ويعود تاريخها إلى القرن الثاني الهجري. عندما قام إدريس بن عبد الله مؤسس دولة الأدارسة عام 172 هـ م ببناء مدينة على الضفة اليمنى لنهر فاس. ووفد إلى مدينة فاس عشرات العائلات العربية من القرويين ليقيموا أول الأحياء في المدينة. والذي عرف باسم عدوة القرويين. كما وفد إليها الأندلسيون الذين أرغموا على الهجرة من الأندلس ليكونوا حي عدوة الأندلسيين.