الحدث بريس : متابعة
تلعب أجهزة التنفس الاصطناعي دورًا كبيرًا في إنقاذ العديد من مرضى وباء كوفيد- 19. ولكنْ، في بعض الحالات المرضيّة الشديدة، حتّى هذه الأجهزة تقف عاجزة أمام إنقاذ المصاب أو المصابة. وبالتالي، فإنَّ ثمّة شخصًا يجب أن يقوم بإيقاف الأجهزة وقطع التنفس.
خوانيتا ناتيلا هي رئيسة قسم الممرضات في قسم العناية المشددة في مستشفى “رويال فري” شمال لندن، وهي تعمل كاختصاصيّة في العناية المركّزة منذ أكثر من 16 سنة.
وجزء من واجبات ناتيلا كممرضة هو قطع أجهزة التنفّس الاصطناعي. تقول في ذلك لـ”بي بي سي”: “أشعرُ في بعض الأحيان بأنّي مسؤولة عن موت المرضى”.
ويقوم الأطباء باتخاذ قرارات أخلاقية صعبة في هذه الأيام. إذْ يجدون أنفسهم في مواقف، عليهم أن يختاروا فيها من يستحق جهاز التنفس ومن لا يستحق. وتلعب عدّة عوامل دورًا أسياسيًا في هذه القرارات، كعمر المريض واحتمالية شفائه ووضعه الصحي.
وفي 2 إبريل/ نيسان الماضي، وجدت ناتيلا نفسها في هذا الموقف الأخلاقي الصعب. إذ كان عليها أن تقطع جهاز التنفس عن مريضة مصابة بالكورونا في الخمسينات من عمرها.
وقالت ناتيلا في ذلك: “أسدلت الستائر وأطفأت أجهزة الإنذار”. وقبل ذلك، كانت ناتيلا قد تواصلت مع ابنة المريضة، تشير: “أكّدت لها بأنّ أمها لا تشعر بأيّ ألم، وتبدو مرتاحة، كما سألتها عن حاجاتها ورغباتها الدنيوية”. وأشارت بأنّها وضعت الهاتف على أذن المريضة، وسمحت باتصال أخير بين المريضة وابنتها، قبيل أن تقطع التنفس، تشير في ذلك: “جلست إلى جانبها، وأمسكت بيدها حتّى فارقت الحياة”.
وعن الآثار النفسيّة لهذا العمل، تقول: “أعاني من الكوابيس، ولا أستطيع النوم. أشعر بقلق من الإصابة بالفيروس. الكل مصاب بالفزع”.