كشف منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارات بـ”فورساتين”، عن الطريقة التي قام بها زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، من أجل جعل “مسرحية الانتخابات” على مقاس إعادة انتخابه من جديد من خلال صرف أموال طائلة على المؤتمر الأخير للجبهة من أموال الشعب الجزائري.
وقال “فورساتين” إن “مسرحية مؤتمر جبهة البوليساريو انتهت، المؤتمر الذي ابتدأ بـ5 أيام، فشهد زيادتين متتاليتين في أشغاله، ليصل في النهاية لـ10 أيام بلياليها، وحتى في ليلته الختامية لم تخرج أسماء قيادة التنظيم الا بشق الأنفس، بعد مخاض طويل واتصالات وتوافقات وتنازلات ووعود لهذا وذاك”.
وأكد المنتدى أن “مؤتمر جبهة البوليساريو تم تهريبه الى مخيم الداخلة أبعد نقطة في المخيمات، بعدما كان يقام في ما تسميه البوليساريو كذبا بالأراضي المحررة، التي فقدتها إلى الأبد بحركاتها البهلوانية وبياناتها الفارغة، وإعلانها غير مسؤول للحرب من جهة واحدة، لتخسر كل شيء وتنغلق على نفسها، محاولة تدارك ما يمكن تداركه رغم فوات الأوان” .
“وبحثا عن إنقاذ نفسها من الانهيار، وحفاظا على ما تبقى من لحمتها، وخوفا من هروب الأنصار والأتباع عن حظيرتها”، يورد المنتدى “دعت الجبهة لمؤتمر شعبي لتجديد هياكلها التنظيمية، رافعة شعارات رنانة، ووعودا براقة، لم ينل الصحراويون منها سوى السراب”.
وشدد المصدر نفسه على أن جبهة البوليساريو “أنفقت وصرفت وبذرت أموال الشعب الجزائري على جلب ودعوة شخصيات من مختلف بقاع العالم، منحوا تذاكر السفر وإقامات مجانية ونقلا وتغذية، وأغلبهم رجع بمبلغ مالي نظير مساهمته في المؤتمر، ومحملا بالهدايا التذكارية، عرفانا له على تأثيث المشهد بمخيمات تعيش فيها ساكنة لم يدعها أحد لتختار القيادة أو لتساهم في تقرير مصيرها بشكل من الأشكال، بل انتدب من قيل أنهم يمثلونها من الأتباع والموالين، ممن يأتمرون بأمر القيادة وليس لهم قرار ليسهموا في مؤتمر اختيار قادة جبهة البوليساريو” .
ولفت الانتباه إلى أن “المؤتمر انتهى بإعادة التجديد لغالبية القيادة، ولنفس الوجوه التي تتناوب على السلطة منذ قرابة ال 50 عاما، ولعل أفضل تعليق على مسرحية المؤتمر ما تتداوله الساكنة المسكينة، وهي تتساءل : ” لماذا كل هذا التهليل والأموال المصروفة على المؤتمر : وفي النهاية تصعد تقريبا نفس المجموعة، ألم يكن أولى أن تقوم القيادة بالتمديد لنفسها أربع سنوات إضافية بدل كل هذا اللغط”.
وأضاف أنه “من طرائف المؤتمر، أن صحراويا مقيما بإسبانيا، مقربا من القيادة، سبق أن قدم منحة لجبهة البوليساريو بقيمة مليون يورو، وصادف أن ترشح في المؤتمر لعضوية الأمانة الوطنية داخل البوليساريو، فلم يحصل على أي شيء، فتداول الصحراويون ما وقع له بكثير من السخرية، موجهين له اللوم بسبب منحته المالية للقيادة و زعيمها ابراهيم غالي، ويقولون لو أنه وزع المليون يورو على المؤتمرين لمنحوه زعامة جبهة البوليساريو بدلا من إبراهيم غالي وليس فقط عضوية في أمانتها الوطنية”.
واسترسل المصدر ذاته أن ” مسرحية المؤتمر انتهت، وأعيد اختيار غالبية القيادة، ونقول اختيار لأن التصويت الذي أعلن عنه والصناديق التي جيء بها، وطوابير الانتظار للإدلاء بصوت لهذا أو ذاك، ولا حتى مسرحية الاختيار بين شخصين لتولي أحدهما زعامة البوليساريو، فكل ذلك ليس سوى للاستهلاك الإعلامي، وللتسويق الخارجي، وتجميل الواقع المر، وتجاوز نظرة العالم لتنظيم البوليساريو باعتبارها تنظيما دكتاتوريا يعتمد نظام الحزب الواحد والقيادة الواحدة”.
وتابع “فورساتين أنه “لا دليل على زيف الصناديق ومسرحية التصويت، من أن القيادة استغرقت يوم أمس يوما وليلة ولم تفرج عن النتائج الا في الساعة الاولى من صباح اليوم، بعدما كان مقررا إعلانها مساء أمس على الساعة السادسة ثم تغييرها لاحقا إلى الساعة الثامنة والنصف، ولم تستطع أن تخرجها في وقتها لأن الصناديق التي اعتمدتها لتجميل صورتها الخارجية”.
موردا أن “رصاصة الرحمة أطلقت على صعود غالبية القيادة من هرم السلطة في جبهة البوليساريو، فكان لزاما أن تتدخل القيادة لإنقاذ نفسها، فلوحظ قبل إعلان النتائج أمام المؤتمرين، أن رئاسة المؤتمر ظلت في كل مرة تستدعي شخصا أو اثنين من داخل القاعة إلى قاعة فرز الأصوات وتستغرق معهم وقتا، ثم يعودون وتنادي على غيرهم وهكذا دواليك، ليفهم لاحقا أنها كانت تطلب وتترجى من البعض التنازل عن مقاعدهم لغيرهم من القادة الراسبين، حفاظا على التوازنات القبلية، وحفظا لكرامة كبار القادة الذين سقطوا سقطة مدوية “.
وخلص إلى أن “جبهة البوليساريو بعد تزوير نتائج المؤتمر، من المؤكد أنها ستدفع ثمن تنازل البعض عن مناصبهم مقابل تعيينات في مناصب مهمة أو تكليف بمهمات مؤدى عنه، مقابل الحفاظ على صورة القيادة في حلتها المعتادة، ليقال إنها تمثل كل الصحراويين، بينما الحقيقة غير ذلك ولا تحتاج دليلا أوضح من مسرحية المؤتمر” .