استنكر نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الطريقة التي تطرق بها رئيس الحكومة لإعفاء وزيرين من حزب الكتاب خلال تقديم للحصيلة الشهرية لحكومته أمام أعضاء مجلس النواب. والتي اعتبرها بنعبد الله دنيئة وغير مسؤولة وغير مقبولة. مؤكدا أن أسباب الإعفاء معلومة للجميع بمن فيهم رئيس الحكومة. واعتبرها ضريبة يؤديها الحزب بسبب تحالفه مع البيجيدي خلال حكومة بنكيران وبداية الحكومة الحالية.
وأكد بنعبد الله، بشجاعة سياسية، في فيديو مدته 6 دقائق عممته قناة الحزب على اليوتيوب، أن حزبه لم ولن يتهرب من تحمل مسؤولياته السياسية. واستعرض مسار الحزب ومشاركاته في العديد من الحكومات المتعاقبة. وخاصة خلال مشاركتيه الأخيرتين اللتين تحالف خلالهما مع حزب العدالة والتنمية.
كما استعرض أمين عام حزب الكتاب إنجازات حزبه في كل القطاعات الوزارية التي تحمل مسؤوليتها. مؤكدا أنه كما أن للحزب إنجازات ونجاحات، فله أيضا نقائص وإخفاقات. لكنها لم تصل أبدا، حسب ذات المتحدث، لطعن الحلفاء من الخلف أو التعريض بهم. مضيفا أن الحزب لم يتحمل مسؤولية الحكومة الأساسية أبدا وكان وفيا لتحالفاته ولم تصدر منه أبدا أي ممارسة تطعن في الحكومات التي ساهم بها.
التقدم والاشتراكية مارس النقد البناء والإيجابي من داخل البيت الحكومي
وأشار نبيل بنعبد الله أيضا في معرض حديثه أن حزبه كان وفيا لنهجه في النقد البناء والإيجابي من داخل البيت الحكومي. للمساهمة في تحسين أداء الحكومة. لكن فقدان الحكومة الحالية للنفس الإصلاحي كان سببا رئيسيا لمغادرة الحزب وانسحابه منها. موجها كلامه لرئيس الحكومة مذكرا إياه بأن كل هذا سبق وقيل مرات ومرات. وأن الفرق بين حكومتي العدالة والتنمية الأولى والثانية واضح للعيان. مادام الحزب خلال الحكومة الأولى كان يحس بالدفء والتضامن في مقابل وقوفه المتين ومواقفه. بخلاف الحكومة الحالية التي يغيب فيه كل هذا. محملا العثماني مسؤولية التخلي عن وزيري التقدم والاشتراكية اللذين تم إعفاؤهما وعدم الدفاع عنهما.
وتساءل أمين عام حزب الكتاب عن سبب إعفاء وزراء من كل التيارات السياسية المتحالفة داخل الحكومة باستثناء وزراء العدالة والتنمية. وحمل رئيس الحكومة مسؤولية التراجع عن الاتفاقات المبرمة بينهما لحل مشكلة الخلاف بين الوزيرين شرفات أفيلال وعبد القادر عمارة. ملمحا إلى انحيازه لوزير حزبه ضد شرفات أفيلال التي تم إعفاؤها في آخر المطاف دون أن يدافع عنها.
حكومة العثماني تفتقد للتجانس
وذكر بنعبد الله رئيس الحكومة بنقاشاتهم الداخلية التي كان حزب التقدم والاشتراكية يدعوه من خلالها بالتحلي بالصرامة والقوة اللازمين لفرض التجانس داخل التحالف الحكومي. معترفا في الآن ذاته بصعوبة الأمر مادام أربعة تيارات داخل التحالف كان همها منذ البداية تكسير الحكومة. وهو ما جعل حزب الكتاب يختار عدم الاستمرار داخل هذا النشاز. وفي غياب الحس التضامني والنفس الإصلاحي والدفء الذي كان سائدا خلال الحكومة الأولى.
ونبه في ختام حديثه العثماني بأن من حقه الدفاع عن رصيد حكومته وحزبه. لكنه مطالب باحترام علاقات الود والاحترام التي تجمع بين الحزبين. مذكرا أنه قد لا تكون هناك مسؤولية مباشرة للبيجيدي وحكومته فيما وقع لوزراء التقدم والاشتراكية. لكنهما يتحملان مسؤولية الصمت وعدم تحريك أي ساكن دفاعا عن وزراء حزب ظل وفيا لتحالفاته معهما رغم كل ما تلقاه من ضربات بسبب وفائه وثباته على مواقفه النابعة من تجنده الدائم لخدمة الشعب والوطن.