تم مؤخرا رسميا، بدء الأشغال لمشروع توسيع الطريق الوطنية رقم 13 وتقويتها على مستوى منعرجات جبال تيزي نتلغمت المنتمية الى سلسلة جبال الأطلس الكبير الشرقي بتكلفة مالية تزيد عن 11 مليار س، على أن تمتد الأشغال على هذا المقطع الطرقي الذي يشكل نقطة سوداء في الطريق الوطنية الرابطة بين مكناس والرشيدية، 20 شهرا.
المقطع الطرقي تيزي نتلغمت يعد من أخطر الممرات الرئيسية بجهة درعة تافيلالت، لكثرة منعرجاتها، التي تربط بين مدينتي الريش وميدلت والتي تعد من مخلفات الحقبة الاستعمارية التي لم يطرأ عليها أي تغيير أو توسيع، خاصة في ممر غار زعبل الذي كان المحتل الفرنسي قد شق ثقبا كبيرا في الجبل لفك العزلة على اقليم تافيلالت (الرشيدية) ولربط مناطق الجنوب الشرقي بمدن الشمال.
وكانت الطريق الرئيسية رقم 13 التي تربط بين الرشيدية و مكناس حسب ما كانت معروفة به قبل التقسيم الجهوي الجديد، تعتبر من أصعب المسالك الطرقية التي تتوقف بها حركة السير و الأسفار بسبب تساقط الثلوج أو بسبب حوادث المرور خاصة في المنعرجات الجبلية بمقطع تيزي نتلغمت حين اتقلاب الشاحبات ذات الوزن الكبير أو اصطدامها بالجبل أو حافلات النقل العمومي التي تحتل مساحة الطريق كلها أو الجزء الكبير منها بسبب الحوادث، وتغلقها لعدة ساعات لتبقى حركة المرور معطلة و متوقفة.
هذا الوضع المروري الذي يعتبر متعبا و مملا بالنسبة للسائقين ، خاصة عندما تصادفك شاحنات كبيرة أمامك وأنت على السيارة، وهي في الطريق نحو الرشيدية بالمقطع الجبلي المذكور صعودا ،فانك تبقى ورائها مدة طويلة وهي تسير ببطئ كسير السلحفاة ،فتبقى هكذا حتى تظهر لك فرصة تتصيد فيها فجوة لاجتازها معرضا نفسك للخطر وللقادمين أمامك حسب الظروف…
اليوم وبعد عدة مرافعات قادتها فعاليات مدنية ومنتخبين، انطلقت أشغال التوسعة ، آملين جميعا أن تكون توسعة ذات جودة مقبولة، لتنتهي بإحداث طريق سريع بعد الانتهاء من هدم أجزاء من الجبال المضيقة للطريق الرئيسية التي كانت بمثابة حجرة عترة في وجه مستعملي هذا الممر الطرقي الرئيسي بالجهة.