في لقاء استثنائي يجمع بين المسرح والمعرفة لرسم صور حقيقية لقيم التربية والتحصيل العلمي. بدل الزائفة التي تكتسح يوما بعد يوم مؤسساتنا التعليمة والتربوية. واحتفالا باليوم العالمي للمسرح، استضافت كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات بوم الخميس 17مارس 2022. الساعة الحادية عشرة صباحا، الفرقة المسرحية المغربية “سوار” في عرض مسرحي فردي بعنوان “عبث”.
واستطاع العرض الذي كتب نصه وأخرجه الأستاذ نور الدين فوينتي وشخصه أنس محسن. وفي الموسيقى عصام اكشري، الملابس ماجدولين بجي. الإنارة والمحافظة العامة كمال نرجس، في السنوغرافيا محمد سالم احمميد. أن يسافر بالأساتذة والطلبة وعموم الحاضرين المتابعين للعرض، بعد الكلمة الترحيبية للأستاذ عبد الغني الكون باسم الكلية، إلى دواخلهم وأن يثير وجدانهم ويشدهم إليه في الوقت الذي يعيد بهم عجلة الزمن إلى الماضي القريب حيث اشتد الخوف من فيروس كورونا الذي غير عادات الإنسان وسلوكاته اليومية وفرض عليه التزام البيت والانقطاع لنفسه وممارسة شؤونه وأعماله بواسطة استعمال الوسائط التكنولوجيا.
ولأن العملية التعليمية التعليمية لا تخرج عن هذه الدائرة التي شملها التوقف في الصيغة الحضورية وتحويلها إلى افتراضية، فإن المسرحية استطاعت أن تقدم في قالب فني مدهش وتشخيص فائق الروعة والإتقان الاحترافي مرآة لوضع المتعلم وتناقضاته الداخلية وهواجسه، وبقدرة بارزة على تَمَثُلِ العمل المسرحي لمختلف تقنيات وسمات المسرح الفردي العالمي من مزاوجة بين اللغتين العربية المعيار والمغربية، ولغة صوتية وميمية تواصلية، وتشخيص فردي إلى جانب إشراك للجمهور، والموسيقى إلى جانب الصور …، لقد كان العرض فرصة للنظر بعين فنية نقدية لمرحلة يؤرخ لها وجداننا الجمعي قبل أن تؤرخ لها مدونات التاريخ المغربي والعالمي.
الجلسة الثانية التي انعقدت مباشرة بعد العرض المسرحي سير أشغالها ذ/ إبراهيم أزوغ ونسق للعرض المسرحي وللجلسة بعده ذ/ وديع بودريبلة بمشاركة أعضاء الفرقة المسرحية، ذ/ نور الدين فوينتي عصام اكشيري مجدولين بجي كمال نرجس ومحمد سالم احمميد.
كلمة مسير اللقاء
وبدأ مسير اللقاء كلمته بالإشادة البالغة بالعرض واعتبره استثنائيا على جميع مستوياته الفنية؛ نصا وتشخيصا وإخراجا (الإضاءة والموسيقى والديكور … )، وعبر ذ/ وديع بودريبلة عن سعادته باستضافة هذه الفرقة. وعن أهمية وجمالية العرض المسرحي وموضوعه الهادف. ثم نقل بعده المسير الكلمة إلى مخرج العرض. وإلى أعضاء الفرقة الذين عبروا عن سعادتهم بدعوة كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات. إلى تقديم هذا العرض أمام جمهور نوعي بعبارة ذ/ نور الدين فوينتي مخرج العرض.
وقدم المخرج سيرة موجزة للفرقة وأعمالها كما عرف بأعضاء الفرقة. الذين تعتبر تجربة كل واحد منهم عملا فنيا مسرحيا وكتابا ممتعا يمشي على قدميه. مثلما قدمت ذة/ والفنانة ماجدولين بجي وقدم الفنان الموهوب أنس محسن تجربتهما في المسرح. وعبرا عن أملهما في أن تكون الفرقة صوتا وطنيا وإنسانيا هادفا ينوب ويسمو بالإنسان عن الواقع المؤلم والمر والمبتذل. الذي يعيشه الإنسان في زمن معولم إلى الارتباط بالقيم الإنسانية السامية. مثلما يعيد وصله بالثقافة والهوية، وبدور المعرفة والعلم في بناء المجتمعات والمساهمة في نهوضها وحضارتها وتقدمها.
وفي ختام هذا اللقاء عبر الأساتذة (مراد الخطيبي، إدريس ولد الحاج، عادل، عبد الغني الكون، انس بن اشو) وعدد من الطلبة عن انطباعاتهم التي تجمع على فنية العرض وجمعه بين المتعة والإفادة.