يحتفل الشعب المغربي، اليوم الجمعة ، بالذكرى الـ 67 لعيد الاستقلال ، مناسبة لإحياء رمزية ملحمة وطنية تاريخية ودروسها العظيمة في الدفاع عن الوطن وقيمه المقدسة.
هذا الحدث الهام ، المحفور في الذاكرة الجماعية للمغاربة وفي سجلات التاريخ الحديث للمملكة ، هو أيضًا فرصة لتسليط الضوء على التضحيات التي قدمها العرش العلوي والشعب المغربي من أجل استعادة الاستقلال وسيادة المملكة.
إن استقلال المملكة هو بالفعل تتويج للنضال الوطني بقيادة العرش والشعب ، والذي تجسد في المبادرة التاريخية لبيان الاستقلال الذي قدمه قادة الحركة الوطنية ، في 11 يناير 1944.بالتنسيق الكلي مع بطل التحرير الملك الراحل محمد الخامس.
يُحتفل بعيد الاستقلال في 18 نوفمبر من كل عام ، وهو إحياء ذكرى الخطاب التاريخي لأبي الأمة الذي أعلن فيه انتهاء الحماية وتحرير البلاد من يد الاستعمار.
وأعلن السلطان سيدي محمد بن يوسف في 18 نوفمبر 1955 لدى عودته من المنفى بصحبة العائلة المالكة “انتقلنا من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر”.
وهكذا فإن هذا الاحتفال يسمح للأجيال الصاعدة بالتركيز على الجهود المبذولة منذ ذلك الحين لتنمية المغرب في جميع المجالات.
وكان، في الواقع تحرير البلاد الاستعمار مجرد بداية ملحمة عظيمة أخرى ، ألا وهي توفير الظروف الملائمة لحياة كريمة للمغاربة مع احترام حقوقهم وحرياتهم.
وهو المشروع الذي أطلقه الملك الراحل محمد الخامس في الأيام الأولى لاستقلاله ، الذي استطاع ، مسلحًا بإيمان لا يتزعزع وعزمًا حديديًا وتفانيًا نموذجيًا لخدمة قضية شعبه ، أن يقود المملكة إلى عصر جديد ، انتصارالحق على الظلم.
واستمر هذا العمل من قبل خليفته الراحل الملك الحسن الثاني ، الذي عمل طوال فترة حكمه على إرساء الأساس لمغرب حديث موحد ومتحد من طنجة إلى الكويرة ، وجعله مكانًا مفضلاً. بفضل المشاريع والسياسات المهيكلة في جميع المجالات التي تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين المغاربة.
وتتواصل هذه العملية في ظل القيادة المستنيرة للملك محمد السادس الذي كرس منذ توليه العرش إرساء أسس التحديث الاقتصادي للمملكة وتكريس قيم الديمقراطية والمواطنة من خلال وضع المواطن المغربي في المركز الأول.
وهكذا أراد جلالة الملك أن يزود المملكة ببنية تحتية مهمة وخطط استراتيجية لرفع المغرب إلى مصاف الدول الناشئة وتزويده باقتصاد قوي قادر على توفير ظروف معيشية جيدة لجميع المغاربة.
إن مسألة السلامة الإقليمية للمملكة هي أيضا في صميم جهود الملك ، ولا سيما من خلال مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد لحل نهائي للنزاع الإقليمي المصطنع.