يظهر واضحا أن العلاقات المغربية الإسبانية لازالت تشهد إنسدادا تاما بعد ستة أشهر من دخول إبن بطوش “ابراهيم غالي ” إلى الديار الإسبانية بهوية مزيفة لتلقي العلاج داخل مستشفياتها.
ورغم المؤشرات التي برزت في الأفق مؤخرا حول عودة العلاقات إلى طبيعتها إلا أنه لا شيئ يؤكد ذلك، فسفيرة المغرب كريمة بنعيش لم تلتحق بعد بعملها في السفارة المغربية بمدريد، وهذا يعد أكبر عقبة أمام التنسيق الثنائي لعقد القمة الثنائية رفيعة المستوى بين المملكة المغربية وإسبانيا.
لقد تجاوزت المملكة المغربية سبب بداية الأزمة مع المملكة الإسبانية وهي قضية غالي الذي استعمل طائرة جزائرية لدخول الأراضي الإسبانية، إلا أن اعتراض هذه الأخيرة على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وعدم قيام وزير خارجيتها الجديد خوسي مانويل ألباريس والذي عوض الوزيرة أرانشا غونزاليس ليا التي كانت سببا في اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين البلدين،تعد سببا لإغلاق المغرب تواصله مع حكومة إسبانيا.
فعدم زيارة وزير خارجية إسبانيا للمغرب لم تكن إرادة هذه الأخيرة وإنما بعد تلقيها إشارات من المغرب بعدم رغبته في هذه الزيارة خاصة بعد أن نشر وزير خارجية المغرب تصريحا مفصلا مبرزا فيه أن سبب الأزمة بين البلدين لم يعد ينحصر في زيارة غالي إلى اسبانيا وإنما هناك مؤشرات أخرى برزت على السطح تكشف تورط إسبانيا كطرف معاد لوحدة المملكة المغربية الترابية.
إن المغرب وقبل اللقاء المرتقب بين بين بوريطة والباريس ينتظر ضمانات اسبانية، خاصة وأن العاهل المغربي قد حدد في خطابه الأخير الخط الجديد للدبلوماسية المغربية فيما يتعلق بالإعتراف بمغربية الصحراء إذ لا شراكة مع من لهم مواقف غامضة او مزدوجة من هذا الإعتراف وهي رسالة موجهة إلى دول الإتحاد الأوروبي وإسبانيا واحدة من هذه الدول.