تشارك أربع دول عربية، هي المغرب والإمارات وتونس ومصر، إلى جانب 28 دولة أخرى، في مناورات “نسيم البحر” المنظمة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بمنطقة البحر الأسود. وتوصف بأنها الأكبر من نوعها في المنطقة منذ عام 1997. وذلك بعد الإشهاد العالمي على نجاح مناورات الأسد الإفريقي المقامة بالمملكة المغربية.
وأوضحت وسائل إعلام إسبانية أن هذه المناورات، التي تحمل اسم “نسيم البحر”، تنظم بدعم من حلف الشمال الأطلسي، وتجري في كل من أوكرانيا والبحر الأسود.
وتابعت أنها تعد واحدة من أكبر المناورات التي تجري في المنطقة، حيث تجمع ما يقرب من 5000 جندي و 32 سفينة عسكرية و 32 طائرة، وهو الأمر الذي يزعج روسيا.
وأضافت الصحافة الإسبانية، أن هذه هي “المرة الأولى التي يلتقي فيها المغرب وإسبانبا، منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين البلدين الجارين، إثر استقبال حكومة بيدرو سانتيث لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، المدعو ابراهيم غالي من أجل العلاج من فيروس كورونا بمستشفى لوغرونيو، بهوية جزائرية مزورة”.
ومن جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي، حمد الطيار، أن هذه “التدريبات العسكرية البحرية، ستشمل الحرب البرمائية وعمليات الغطس وعمليات الاعتراض البحري والحرب ضد الغواصات وعمليات البحث والإنقاذ. وهي فرصة كبيرة للبحرية الملكية لإبراز حرفيتها، فضلا عن تبادل الخبرات ومواكبة التطورات الحاصلة والتقنيات الجديدة التي عرفها هذا الميدان”.
ولفت الطيار إلى أن “هذه المناورات تأتي بعد النجاح الكبير لمناورات “الأسد الإفريقي في المغرب”.
وتابع بالقول أن “هذه الأمور دفعت رأس النظام العسكري الجزائري شنقريحة إلى الهرولة إلى روسيا. بعدما بينت المناورات أن تحالفا عسكريا استراتيجيا أصبح يجمع المغرب والولايات المتحدة، وقد تأكد الأمر بشكل ملحوظ بعد دعوة المغرب للمشاركة في مناورات نسيم البحر التي تجري في منطقة تعرف المنافسة بين أمريكا وروسيا”.
وأضاف أن “مشاركة البحرية المغربية إلى جانب قوات الحلف الأطلسي وإسرائيل ودول عربية. يبرز أن المغرب يعد حليفا مهما وقوة إقليمية حاضرة بقوة على الساحة الدولية”.
كما شدد الخبير على أن “حجم هذه المناورات في البحر الأسود يشكل ازعاجا كبيرا لروسيا”.
وخلص الخبير العسكري إلى أن “موسكو أعلنت عن انزعاجها بشكل صريح. خاصة وأن المناورات جاءت مباشرة بعد تصاعد التوتر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا في المنطقة. لذلك، فحضور المغرب في هذه المناورات يشكل أيضا ضغطا على النظام العسكري الجزائري، باعتبارها تستهدف في الأساس حليفه الروسي”.