تحاول جبهة البوليساريو بجميع الوسائل والطرق الضغط على إسبانيا لإعادة النظر في موقفها من نزاع الصحراء والتراجع عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كأساس وحيد لتسوية ملف الصحراء.
وعقب نصيب بيدرو سانشيث رئيسا للحكومة الإسبانية لولاية ثانية. قررت جبهة البوليساريو الإنفصالية، التخفيف من حدة خطابها الموجه للحكومة الإسبانية. حيث تحول الخطاب من الصدامية للتعبير عن الأمل في عودته عن دعم مبادرة الحكم الذاتي. وفقا لبيان أمانتها العامة المنعقد نهاية الأسبوع الماضي.
وبحسب البيان السالف الذكر، تامل البوليساريو في قيام حكومة بيدرو سانشيث في عهدتها الثانية بـ”مراجعة سياستها”. فيما يخص نزاع الصحراء، و”العودة” عن دعم المملكة المغربية، محملة إياها المسؤولية التاريخية والاخلاقية للنزاع.
وعلاقة بالموضوع، كانت جبهة البوليساريو قد اعتمدت مقاربة صدامية مع إسبانيا بعد دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، حيث هاجمت بيدرو سانشيث، وادعت “قطع” علاقاتها مع الحكومة الإسبانية، واستثمرت بدعم جزائري في نواب بالكونغرس الإسباني للضغط على حكومة بيدرو سانشيث، ونظمت مظاهرات في أنحاء إسبانيا، وقادت حملات إعلامية للنيل من رئيس الحكومة، وألغت الجزائر معاهدة الصداقة معها، واستعملت ملف الغاز للتشويش على سانشيث، قبل المراهنة على زعيم الحزب الشعبي الإسباني، ألبرتو نونيز فييخو، ودعمه في انتخابات 23 يوليوز الماضي، للفوز برئاسة الحكومة، بيد أنه فشل في تشكيل الحكومة ليُنصب بيدرو سانشيث رئيسا للحكومة لولاية ثانية.