في إطار التعليق على خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ملك المملكة المغربية العلوية الشريفة، وسليل ملوك أقدم مملكة على وجه البسيطة، أكد الدكتور خالد الحمدوني أستاذ قانون بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، في هذا الصدد أن خطاب جلالته لامس العديد من قضايا إقليمية يمكن أن ندلو بدلونا فيها ولاسيما دعوته للجارة القدر، دولة الجزائر بفتح الحدود بدون شروط وفتح صفحة جديدة من الحوار والتعاون وهو الأمر الطبيعي لدولتين تجمع بينهما قواسم مشتركة كثيرة من لغة ودين والمصير المشترك، والذي يجب أن تنعكس على حسن الجوار أقل مايجب أن يكون.
كما أن هذا الجوار الحسن يشكل جزء من ثقافة ملكنا الهمام وهو الذي اشتغل على التعاون المغربي والإفريقي والعربي والأوروبي والأمريكي والعالمي، وهذا الأمر جسده جلالة الملك في أبحاثه الأكاديمية. انطلاقا من أعماله الجامعية بكلية أكدال، وأكد عليه في مقالاته العلمية، ومارسه كولي العهد ثم ملكا وسيظل هذا المعطى حاضرا لدى من سيخلفوه، لأنه بحق يشكل عقيدة دولة فاق عمرها عمر بعض الدول الحديثة بكثير.
عودة إلى الخطاب الملكي.
وتابع الأكاديمي الحمدوني:”أريد أن أعود إلى الخطاب الملكي وأبرز بعض الملاحظات الأساسية”:
أولا: فهو خطاب ملك واع تمام الوعي بما يخدم المنطقة المغاربية وبما يعود على شعوبها بالنفع والخير.
ثانيا: يدرك جلالته أن النهوض بتنمية وتقدم المنطقة المغاربية رهين بمشاركة جميع دولها وأن منطق تجاوز البعض لم يعد ممكنا ليس كما يعتقد البعض أن القوة في التنطع والهروب إلى الأمام وإنما أن الشعوب ترغب في التغيير الإيجابي.
ثالثا: إن المغرب أصبحت له مكانة استراتيجية ورؤيا في جميع المجالات ويحضى باحترام جميع القوى الدولية ولهذا فالمغرب يبادر دائما في اتجاه أن تكون المنطقة إضافة إيجابية على الصعيد الدولي، وليس منطقة رهينة منطق الحرب الباردة.
وعلى هذا الأساس، فيجب أن نشير في سياق الخطاب الملكي أن خطاب جلالته وما يحمله من معان عميقة إلا أنه نخاف أن يساء فهمه في سياقه التاريخي والحضاري والإنساني.
فخطاب جلالته ينطلق من شخص تربى أولا في حضن ملكية عمرها 12 قرن لذلك فهو يؤمن بحسن الجوار والتعاون وسبق لأجداده أن جسدوا هذه الحقيقة قولا وفعلا مع الجيران سواء كان ذلك الجار قريبا أوبعيدا، وهو سليلهم ولا يمكن أن يحيد عن ذلك.
وأشار القانوني، إلى أن جلالته ومن وراءه الشعب المغربي يؤمنان حق الإيمان بأنه يمكن أن نصل معا لما نرغب فيه بغض النظر عن ما يمكن أن يعترض سبيلنا من مصاعب، لذلك البعض يعتقد أن بخلقه الصعاب سينقص وسيقتص من عزيمتنا في التقدم إلى الأمام .
قراءة في الخطاب الملكي.
وقال في تدوينة له عبر صفحته الرسمية : “ثم ما يحز في النفس هو قراءة الخطاب الملكي.”
“وهنا أقصد قراءات من وجه لهم الخطاب، وليس على المستوى الشعبي وإنما من تعودوا على المرض بشيء اسمه المغرب حتى أصبح المغرب مرضا عضالا منه نتمنى لهم الشفاء العاجل، قيل إن المغرب يتودد للجزائر، ونقول لهم إن المغرب دولة عظمى لم يتودد لانجلترا الفتاة الشقراء عندما كانت إمبراطورية لاتغرب عليها الشمس، فكيف يتودد لمن لم تشرق عليهم الشمس بعد.
وقيل: “إن المغرب يجب أن يعتذر كشرط منهم لقبول دعوة المغرب وخطاب جلالته، وقبل أن أقول لكم إن من يجب عليه الاعتذار هم أنتم، ليس على ماضي أنظمتكم الظالمة التي أساءت لحسن الجوار وتنكرت لحسن جميل المغرب والمغاربة عليها، ولكن أقول لكم إذا كنتم فعلا تريدون اعتذار المغرب لكم لن يكون لا قولا ولا بأردء مداد، و المغاربة لا يكتبون الإعتذار إلا بماء الذهب أو بالدم”.
ولفت الدكتور إلى أن القراءة الأخرى الخاطئة لخطاب الملك جاءت من المرحلة الزمنية. خطاب الملك موجه لشعب الجزائر وليس لمغتصب السلطة شعب مليون ونصف مليون شهيد ولم ينس يوما فظل المغرب عليه، أما أنت يا نظام ربتك فرنسا على الجحود.
“وقبل أن تبثر، لذلك أقول أن خطاب جلالة الملك سيحفظ في قلوبنا وقلوب أفراد الشعب الجزائري للمرحلة التي تليق بهكذا خطاب”.