أظهرت نتائج دراسة حديثة أن البُعد الديني لا يزال حاضرا بقوة في تمثلات ومواقف المغاربة إزاء الحريات الفردية.في وقت تواصل فيه الجمعيات الحقوقية المدافعة عن الحقوق الفردية ترافعها لتوسيع هذه الحقوق.
كما كشفت دراسة، أنجزتها “مؤسسة منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية”، أن مطالب الأفراد باحترام حريتهم الفردية ما فتئت تتزايد، كما تتسع المسافة التي تربط الأفراد بالمرجعيات التقليدية.
وعنونت الدراسة بـ”الحريات الفردية: ما يقوله المغاربة”، وشملت عينة من 1311 مستجوبا، وهمّ البحث تمثلات العينة المدروسة بخصوص حرية المعتقد، وحرية الجسد، والجنسانية، إضافة إلى قضايا أخرى من قبيل الموقف من النقاش الدائر حول قوانين الحريات الفردية.
كماأظهرت نتائج الدراسة أن الآراء المعبر عنها من طرف المستجوبين تنقسم إلى ثلاثة مستويات، الأول يربط الحرية الفردية بالكرامة والحق الفردي في التفكير والاختيار والتصرف في الجسد، والمستوى الثاني يربطها بمدى انسجامها مع المعايير الاجتماعية السائدة، بينما يربطها المستوى الثالث بالانحلال والفساد الأخلاقي.
وهيمنت على تمثلات المستجوبين الرغبة في الموازنة بين الذات الفردية والذات الجماعية، “ ، إذ لا يزال التماسك الإجتماعي حاضرا في مواقف المغاربة، حيث تنفتح مساحة حوار وتفاوض مستمرين بين رغبة فردية أو جماعية نسبية في الاستفادة من التحولات الجارية مع قلق من فقدان الهوية الجامعة”.
،
ويضيف المصدر ذاته ، أن تمثلات المستجوبين للحرية الفردية لا تخلوةمن الإحالة على “البعد الهوياتي”، الذي يحضر بقوة في هذا السياق. إذ تشير الدراسة إلى أنه “بالرغم من كل ما يمكن أن يرْشح من النتائج من حضور قوي للمرجعية الدينية في خلفية تمثلات وممارسات المستجوبين، ومن حضور بعض أشكال الروابط التقليدية، والنظر إلى المرأة باعتبارها “ملكا جماعيا”، فإن الدراسة تثبت أيضا عددا من العناصر التي تقود إلى أطروحة بروز الفرد”.
ويقابل هذه الأطروحة رأي مخالف يربط أصحابه انتشار الحريات الفردية بمصير المجتمع، إذ يعتبرونها “خطرا يهدد هويته الجامعية الكلية والدينية بالخصوص”، لتشكّل بذلك المرجعية الدينية، بحسب الدراسة، “النواة الأساسية في تمثل الهوية الجماعية.
ويتم استحضارهذه الهوية بموجب صفات “النقاء الأخلاقي” التي تمنحها هذه الأخيرة للحياة الاجتماعية ضد كل ما يزعزع انسجامها وطهرانيتها المفترضة”.
وتفيد نتائج الدراسة بأن العائق الأساسي لممارسة الحرية الفردية في المغرب “لا يرجع دائما إلى التخوف من السقوط تحت طائلة القانوني كسلطة خارجية، وإنما ت�