الحدث بريس:فاعل جمعوي.
كنا نتمنى من هذا المنبر أن تكون أزمة كورونا فرصة تستغلها جميع الاطياف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمجتمع المدني وتدع خلافاتها جانبا للدفع بأصحاب القرار إلى إعادة الروح لممارسة للفعل لسياسي وتنزيل مضامين الدستور بكل حذافيره والقطع مع الخطابات الجوفاء والكف عن إنتاج التفاهة السياسية وإعادة الروح للفكر الثقافي ، لكن يبدو أن الصراع من أجل السلطة وحب المال وكسب المزيد من الامتيازات قد جعل الفاعل السياسي يبدع في ابتكار أساليب مختلفة لتحقيق ذلك ،ضاربا عرض الحائط كل النبل السياسية والقيم الأخلاقية ،ولإن كانت الازمة قد أرخت بضلالها على المغرب منذ أن استلم الحزب الاسلامي مفاتيح الحكومة فإن أزمة كورونا التي تجتاح المغرب حاليا قد عرت هذه الاحزاب وأفرغتها من محتواها ،مكتفية بالتصفيق لجهود الدولة في مواجهة هذه الجائحة .
لا بأس في أن يدافع رئيس جماعة الرشيدية عن مصالح حزبه ،لكن أن يقدم البرلماني ورئيس المجلس الجماعي الذي تحول بقدرة قادر إلى محام للدفاع عن قضايا مجلس الجهة على ارتكاب حماقة لا يرتكبها مبتدأ في السياسة ،وذلك بتوجيه اتهام مع سبق الاصرار إلى والي جهة درعة تافيلالت يتهمه فيها بالشطط في استعمال السلطة لا لشيء سوى أن الوالي أقدم على إيداع سيارة بالحجز البلدي بسبب خرق الرئيس حالة الطوارئ الصحية حينما سخر سيارة الجماعة لنقل المرضى فهذا ما يعد تطاولا على اختصاصات الوالي المسؤول الأول والأخير عن حالة الطوارئ الصحية ،ويبدو أن انشغال الحزب بالاستعداد للانتخابات المقبلة قد أسقطته في المحظور وغير بعيد عن ذلك انخرط زميله في الحزب رئيس مجلس الجهة التائه في البحث عن مفردات يغدي بها بلاغاته التافهة للنيل من سمعة الشرفاء والاطر النزيهة التي حاول ما من مرة تلويث سمعتها بشتى الوسائل والاستقواء على الفقراء ،أكثرمن ذلك فالرئيس الذي ظل يتغنى بالوطنية مستمتعا بإقامته الدائمة بالرباط رغم حصوله على تعويض سكني يقدر بمليون ونصف سنتم لا يبالي لمتطلبات ساكنة الجهة التي بهاته المناسبة نشد على أياديها على روح التضامن الذي أبانت عنه في هذه الازمة وامتثالها لقانون حالة الطوارئ الصحية حفاظا على سلامتها ،كما نهمس في أذنها أن كل ما جاء على لسان رئيس مجلس الجهة من تخصيصه 10 مليار سنتم كمساعدة لا يمت للحقيقة بصلة ،وماهي إلا مجرد دعاية فارغة تؤسس لحملة انتخابية سابقة لأوانها، ونتحداه من هذا المنبرأن يفرج عن هذه المبالغ ساعتها سنكون له شاكرين.
وبينما تعج مواقع التواصل الاجتماعي بعلماء سطع نجمهم في هذه الازمة وأبانوا عن حنكتهم وغيرتهم على وطنهم حيث أصبحت أسمائهم تتردد في وسائل الاعلام أكثر من الزعماء السياسيين ،ظهرا الثنائي الهناوي والشوباني بحلة جديدة في الفضاء الأزرق بعدما ضاق بهم الحال ولم يعد في جعبتهم ما يقدمونه للساكنة عدا تسويق الوهم والاكاذيب وتلفيق الاتهامات الباطلة ببلاغات كاذبة ضد كل من ينهاهم على خرق القانون وما خفي أعظم.
يتبع.