قالت مصادر أن شبكة من كورسيكا، مسؤولة عن استهداف المغرب بآلاف أقراص “القرقوبي”، وأنها وجدت في فرنسا منصة لتنفيذ عملياتها، حيث يكلف أعوانها بإغراق الأسواق المغربية.
وأحبطت مفوضية الشرطة بزايو عملية كبيرة لتهريب 100 ألف و115 قرصا مهلوسا من مخدر “الإكستازي”.
وانطلقت العملية حسب المصدر، من فرنسا، حيث استغل أفراد الشبكة الكورسيكية سفر أحد المهاجرين من ميناء “سيت” الفرنسي على متن سيارته إلى ميناء الناظور ببني أنصار، من أجل دس كميات كبيرة من “القرقوبي” بسيارته، وبمجرد وصوله إلى الميناء أوضح للجمركيين أنه يود تعشير عربته، التي لا يتجاوز “عمرها” خمس سنوات، ما أدى إلى تسريع العملية دون الانتباه إلى أن الصندوق الخلفي للسيارة يحتوي على كميات كبيرة من “القرقوبي”.
وأوضح المصدر ذاته أن المهاجر تسلم سيارته، حيث توجه إلى زايو، لكنه بدأ يتلقى اتصالات هاتفية من مجهولين تحثه على بيع سيارته، إلا أنه رفض الأمر، ما دفع المتصلين، وهم أعوان الشبكة، إلى تهديده في حال رفضه بيعها، فانتباته الشكوك من إصرارهم، كما شعر بالخوف أمام تهديداتهم، ما اضطره إلى التوجه إلى المصالح الأمنية لتقديم شكاية في الموضوع، مشيرا إلى أن أفراد الشرطة قاموا بفحص السيارة بدقة، حيث اكتشفوا وجود آلاف الأقراص المخدرة.
وتنفيذا لتعليمات النيابة العامة المختصة، تم إيداع سائق السيارة المعنية تحت تدبير الحراسة النظرية، للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وتجديد هويات جميع المتورطين في محاولة تهريب هذه الشحنات الكبيرة من مخدر “الإكستازي” من أوربا في اتجاه المغرب، خاصة أن المصالح الأمنية تبذل جهودا مكثفة لتحييد الخطر الصادر عن الشبكات الإجرامية الدولية، التي تنشط في محاولة تهريب المؤثرات العقلية من دول أوربية نحو المغرب.
وأكد المصدر ذاته أن شبكات “كورسيكا” بسطت نفوذها على مناطق عديدة في فرنسا، أمام مرأى الأمن الفرنسي، الذي يكتفي بمراقبة الوضع، خاصة أن هذه الشبكات تفضل التعامل مع المغاربة أكثر من غيرهم، نظرا إلى خبرتهم وجاهزيتهم الكاملة للمخاطرة، فالقاسم المشترك لأغلب العمليات يتم تهريبها نحو المغرب عبر مسالك معروفة ومن خلال “بروفايلات” محددة للمهربين، الذين يتم اختيارهم إما من بين مواطنين من أصل مغربي، أو يتم اللجوء أحيانا إلى إرسال الشحنات المخدرة عبر حقائب غير مرفوقة بأصحابها على متن حافلات للنقل الدولي، ناهيك أنها تراهن على تحضير هذه المخدرات التركيبية في أشكال وألوان جذابة، للتأثير في المتعاطي، خصوصا فئة الشباب واليافعين، كما أنها تطلق على هذا النوع من الأقراص تسميات مغلوطة، مثل “حبة السعادة”، لإعطاء انطباع لدى المتعاطي بأنها تمنح سعادة وهمية.