إن المتتبع للشأن الدولي، وللاحداث العالمية، خاصة الازمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، والمغرب والمانيا، إضافة إلى العداء التاريخي الجزائري للمغرب، من حقه ان يطرح اكثر من تسائل.
لا أحد يجادل بأن مشكل قضية الصحراء المغربية عمر اكثر من خمسة وأربعين سنة وان عداء الجزائر للمغرب فاق الستون سنة وقد ابتدأت حدته مع حرب الرمال ،الشيئ الذي حفز الجزائر على دعم كيان وهمي سياسيا وعسكريا وايوائه على اراضيها ومحاولت فرض حصار جوي وارضي عليه لاضعافه اقتصاديا.
اما بالنسبة لاسبانيا فهي تستغل قضية الصحراء لممارسة الابتزاز السياسي والاقتصادي خاصة إذا علمنا بأحقية المغرب على سبتة ومليلية والجزر الصغيرة المجاورة ،ناهيك عن مسألة المساومة على صفقات الصيد البحري ومنافسة المغرب لها في المجال الفلاحي.
وبالرجوع إلى المانيا فتحركاتها في السنوات الأخيرة وتصرفاتها اتجاه المغرب كانت دعائية، إذ تخابرت مع جهات اجنبية معادية للمغرب، كما اقصته من حضور اجتماعات الفرقاء الليبين على اراضيها، علما ان المغرب هو من كان يقود الحوار ويؤطره، وعند الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لم يرقها ذلك وقامت بدعوة لاجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة هذا الاعتراف.
كل هذه الضربات الموجهة للمغرب لم تغير من إلامر شيئا ولم تزد المغرب الا قوة.
ومما زاد المغرب قوة هو اكتشاف جبل طروبيك ( Le mont tropique ) وما يحتويه هذا الجبل من معادن نفيسة ومواد أولية صالحة لصناعة البطاريات والسيارات الكهربائية، جعل مجموعة من الدول تتهافت على المغرب وقد أعطى هذا التهافت نتائج إيجابية توجت باعتراف أقوى دولة في العالم (الولايات المتحدة ) بمغربية الصحراء، وزكته بفتح قنصلية لها بمدينة الداخلة.
اما بالنسبة لانجلترا فقد عقدت اتفاقيات وصفقات ضخمة مع المغرب، لعل أبرزها اتفاقية تزويد المملكة المتحدة بالطاقة، والكل يعلم أن انجلترا لم يعد لها ارتباط مع دول الاتحاد الاوربي، لا ننسى أيضا العلاقات الجيدة لا ستراليا مع المغرب بحكم ارتباطها بالمملكة المتحدة.
كما أن تواجد الجالية اليهودية المغربية بإسرائيل وارتباط هذه الجالية التاريخي ببلدها الام شجع المغرب على فتح علاقات دبلوماسية مع دولة إسرائيل.
أن تكالب الجيران ولعقود على المغرب ومحاولة ابتزازه من خلال وضع عراقل لحل قضية الصحراء، جعل المغرب يبني تحالفات جديدة مع قوى لها وزنها الدولي، وتحالفات قادرة على ان تحل مكان ما يسمى ب G5 او دول الخمسة الداعمة للحوار بين الدول النامية والدول الصناعية الكبرى، فعوض الصين والبرازيل والمكسيك والهند إضافة إلى جنوب أفريقيا، هناك وحسب مجموعة من المهتمين من يرى أن البديل الحقيقي والذي سيحل لا محالة مكانها هو الولايات المتحدة وأستراليا و المغرب إضافة إلى دولة إسرائيل والمملكة المتحدة ( إنجلترا ).