الحدث بريس.
بقلم..مونية فتحي.
العالم قرية صغيرة” عبارة لطالما ترددت على مسامعنا لتوصيف العولمة، لكنني اجزم ان اكبر المعتقدين بهذه العبارة ولو كان صاحبها نفسه أن يتخيل مايعيشه العالم اليوم من تكريس لمفهوم المواطن الكوني الذي يتشارك الامل والالم نفسه في العالم باسره لمواجهة هذه الجائحة ،والتي تحلم فيها الدول بفارس مغوار لهزمها غير ان دور البطولة هنا لا يتطلب العضلات المفتولة او التهور والاقدام بل مجرد التزام البيوت ورفع مستوى النظافة والوقاية، عرض كان من المفروض ان يتهافت عليه الحالمون بالبطولة لسهولة الدور غير ان الواقع أثبت صعوبة ال”casting ” فربما تغيب المسؤولية ، الصبر والتلاحم عن بعض شبابنا، لكن ولله الحمد ان هناك نصف كاس مملوء يبرز شجعانا يحترمون الحجر الصحي والطوارئ ويتفننون في ابتكار اساليب لاستمرار الحياة ودعم المحتاجين و اتمام التحصيل العلمي دون اغفال الجهود الحثيثة لدوران عجلة الاقتصاد ولو بأخف الأضرار ، إنها شبكة متجانسة ومتشعبة تحاول إفراز ثنائية دولة – مجتمع أكثر قوة.
الحقيقة أن المحنة في بدايتها وبعض الصعوبات التي نعيشها هي من قبيل عثرات البداية ويفترض أن تكون فاتحة خير أمام طاقات ومواهب همشت وغيبت وطالها الإهمال لكن معدنها الأصيل والنفيس يأبى إلا أن يشع بنوره وألقه رغم العتمة ،يفخر الوطن بأبنائه في شتى المجالات العلمية والتقنية والطبية ، هذه البدايات لا بد لها أن تستمر للوصول إلى الهدف المنشود لكن من الأجدر أن تسبقها نهايات حتمية كذلك لترسيخ قطيعة مع ممارسات الماضي ، فأولى النهايات تكون مع إهمال منظومتي التعليم والصحة التي ترتكز عليها الأمم في زمن المحن ، نهايات مع سياسات خصخصة تنتهك المقدرات وتترك المواطن الأعزل تحت رحمة الخواص دون رقيب أو حسيب ، نهايات مع سياسات اللاتواصل والوعود الكاذبة ، مع الهشاشة مع التفقير ، مع الحݣرة …
تلكم الوصفة الأولى و الترياق الاساس لتقوية هذا الوطن الذي تنخر جسده الفيروسات والطفيليات منذ زمن بعيد .
بمسحة من الأمل فإننا نفتخر بإشراقة البدايات لكن الحذر كل الحذر فالنهايات التي لا يصحبها حال البداية لا يعول عليها.