الحدث بريس – المختار العيرج
في تطور غير مفاجيء، كان السيد الحبيب شوباني سباقا لنقل الخلاف المستعصي داخل مجلس جهة درعة تافيلالت إلى الناخبين و المواطنين و المتتبعين عموما، رئيس الجهة لم يكتف فقط بمحاولة تحميل المعارضة مسؤولية عرقلة تنمية أفقر جهة بالمملكة، بل تجاوز ذلك إلى رفع ما اعتبره ” استهتار” هذه المعارضة بكل تعاقداتها مع الناخبين، إلى قيادات الأحزاب المشكلة للمجلس، و أكثر من ذلك أغلق النقاش رافضا دعوة بعض النشطاء لاجراء مناظرة مع بعض أقطاب المعارضة معتبرا أن الكلام في الموضوع انتهى بانتهاء دورة أكتوبر .
و سعى رئيس الجهة إلى تجنيد كل طاقات حزبه لتحميل المعارضة كل ما من شأنه أن يترتب سلبا على الجهة بفعل البلوكاج الذي يعتبره مفتعلا و مستهدفا لشخصه .
و من جهتها التجأت المعارضة هي الأخرى لمواقع التواصل الاجتماعي و بينت الأسباب الوجيهة للبلوكاج، فبعض نواب الرئيس الذين تحولوا إلى المعارضة التي صارت تتوفر على الأغلبية العددية ظلوا يعددون هفوات تسيير الرئيس، من قبيل استفراده و بعض النواب من حزبه بالقرارات و الخطط و تهميش كامل لبقية أعضاء المكتب، كما تمادوا في جرد الاختلالات المسجلة من قبيل ملف النقل المدرسي و رفض انتخاب رئيس لجنة المالية التي ظلت مهامها مسندة منذ استقالة رئيسها السابق لنائب من حزبه، و بذلك يجرد الرئيس المعارضة من رئاسة لجنة يكفلها لها القانون …و حملوا بدورهم الفشل الذريع للرئاسة التي لم تفلح في الحفاظ على أغلبيتها و تنمية هذه الجهة المنكوبة .
و السؤال الذي يطرحه هذا التقاطب الموظف للأبعاد الجماهيرية، لماذا اللجوء في هذا الظرف بالذات للناخبين و المواطنين ؟
يعد مجلس جهة درعة تافيلالت هو الوحيد الذي عرف حالة بلوكاج عمرت لأزيد من عام دون أن يعرف حلحلة لمشكله، بل فرض على الأغلبية التي فقدت أنيابها و المعارضة التي تورمت بدون فائدة، و أصحاب المنزلة بين المنزلتين الذين يوجدون اليوم في وضع لا يحسدون عليه، أن يتعايشوا مع هذه الوضعية و أن يتكيفوا مع هذه الحالة إلى حدود نهاية الولاية، و لحسن الحظ أنه لم يبق الشيء الكثير، و مادام الوضع كذلك، و مادامت سلطة الرقابة على الصعيد المركزي لم تتخذ قرارا حاسما كما حدث في مجلسي طنجة تطوان الحسيمة و كلميم واد نون، فلم تجد الأغلبية و لا المعارضة بمجلس جهة درعة تافيلالت بدا من التوجه نحو الناخبين، وبذلك تدخل هذه الجهة في حملة انتخابية سابقة لأوانها، و تعاد البضاعة للناخب و كأنه هو الآخر يتحمل قسطا من المسؤولية حين وضع في الصناديق أوراقا تمخضت عن إفراز نخبة مشلولة منذ الولادة في جهة شاءت الأقدار أن تراكم إلى جانب الفقر و التخلف غض الطرف عنها و عن همومها حتى و إن كان منها هذا البلوكاج الذي جمد الدماء في الشرايين .