قال النعم ميارة، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إن «الموس وصل لعظم”، عند المغاربة، ولا أحد يستطيع تحمل ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، مستغربا هيمنة “الشناقة» وتحكم المضاربين في الأسواق.
وقال “من العار أن يبيع الفلاح منتوجه من الخضر بدرهمين للكيلوغرام، ويصل إلى المواطن بـ 12 درهما»، مضيفا أن هؤلاء المضاربين الذين لا يشعرون بوضع المغاربة، “حاشا أن يكونوا مغاربة»، ومكانهم السجن.
وأكد المتحدث نفسه، في حفل رعته نقابته لمناسبة مرور 63 عاما على تأسيسها، أول أمس (الأحد) بقلعة السراغنة، أن الحكومة تضبط الأسعار في التلفزيون فقط، أما على أرض الواقع فهي تترك المضاربين يتلاعبون بالأسعار ويتسببون في الضرر بالسلم الاجتماعي.
وحذر الحكومة من مغبة الصمت قائلا “حضيو روسكم، راكم ساكتين، ونحن أعطينا الحكومة أغلبية مريحة كي تشتغل، والصبر كايضبر» ولا بد من إجراءات عملية واقعية قبل حلول رمضان، مشيرا إلى أن المغرب بلد فلاحي ولا يعقل أن يباع فيه البصل بـ 14 درهما، دون الحديث عن أسعار اللحوم التي ارتفعت بشكل مهول، داعيا الحكومة إلى محاورة المصدرين الذين يتنافسون لبيع المنتجات لكافة الدول بمختلف القارات، ونسيان السوق الوطنية التي أصبحت تغلي بسبب ارتفاع الأسعار.
وأوضح المتحدث نفسه أن الفرق بين الحكومة السابقة والحالية، يكمن في أن الأولى، في إشارة إلى الإسلاميين، كانت تتكلم كثيرا دون عمل ونقضت وعدها، والثانية صامتة ويجب عليها ألا تتفرج، حاثا الحكومة على تخفيض أسعار المحروقات والضرب بيد من حديد على المضاربين، متسائلا عن مغزى دعم مهنيي نقل البضائع في ظل استمرار ارتفاع أسعار المنتجات الاستهلاكية الأساسية.
وقال ميارة إنه بفضل نضالات الطبقة العاملة والناخبين، تشكلت الأغلبية، وعليها ألا تنسى من صوت عليها في الانتخابات، وأنه رغم عضويته في اللجنة التنفيذية للاستقلال المشارك في الحكومة، وترؤسه مجلس المستشارين بفضل نضالات منخرطي نقابته، فإنه لم يوقع شيكا على بياض للحكومة، ولا يقبل أن يحصل المغاربة على ” خبزة مرمدة في التراب” وأن أرباب العمل عليهم أن يتحلوا بالوطنية والكف عن طرد العمال، إناثا وذكورا، بسبب تشكيلهم مكاتب نقابية، مضيفا أن زمن العبودية انتهى، وأن منح العمال حقوقهم من قبل أرباب العمل، واجب وطني للحفاظ على السلم الاجتماعي.
واستدرك قائلا إن الحكومة نفذت إجراءات كثيرة وتمكنت في ظل الأزمة العالمية من رفع التحديات ومستوى مداخيل الخزينة العامة، وعليها مواصلة تنزيل الدولة الاجتماعية، الورش الملكي الذي شكل تحولا كبيرا في مجال العناية بالمغاربة على المستوى الصحي والتعليمي، مضيفا أن نقابته مواطنة تتفهم الأوضاع الدولية، وستفاتح الحكومة مجددا لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتخفيض الأسعار من جهة، وحماية النقابيين من التسريح الجماعي للعمال من جهة ثانية، ومنح الحقوق لأصحابها.