خلف الإعلان عن مشاركة انفصاليي البوليساريو في مراقبة الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر الأسبوع الماضي، علامات استفهام مريبة بخصوص استقبال دولة مصر لوفد مرتزقة سبق لها التأكيد أنها لا تعترف بها.
ويأتي هذا الجدل وهذه الريبة ،خصوصا في ظل إعلان سابق عن مشاركة قواتها إلى جانب ميليشيات الجبهة الانفصالية في مناورات مشتركة بالجزائر.
وأكدت مصادر سياسية مطلعةفيما يتعلق بهذا المعطى أن الأمر لا يتعلق بـ”وفد من الجمهورية الصحراوية” كما زعمت جبهة “البوليساريو” التي أعلنت الأمر بتاريخ 13 دجنبر الجاري، وإنما باثنين من عناصر الجبهة كانوا أعضاء في الوفد الذي انتقل إلى مصر لمراقبة الانتخابات الرئاسية باسم مفوضية “الاتحاد الإفريقي”.
وأفادت ذات المصادر أن تحرك عضوي الجبهة لم يكن خلفه أي تنسيق رسمي بين “البوليساريو” والقاهرة، مبرزا أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تتعامل فيها السلطات المصرية مع ممثلين عن الجبهة الانفصالية عندما يحملون قبعة الاتحاد الإفريقي، وهو الأمر الذي استغلته “البوليساريو” والجزائر لتسويقه وكأنه “انتصار دبلوماسي”.
وسبق أن شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة الأفريقية العربية الرابعة، التي انعقدت في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، وذلك على الرغم من مشاركة وفد من “البوليساريو” تحت مسمى “الجمهورية الصحراوية”.
وقد قاطعت في هذا اللقاء 8 دول عربية هذا اللقاء، ويتعلق الأمر بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والأردن واليمن والصومال، إلى جانب المغرب.
كما اصدرت خلاله الرئاسة المصرية بيانا جاء فيه أنها لا تعترف بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، غير أن هذه الأخيرة “تحظى بوضعية دولة عضو بالاتحاد الإفريقي”.
وجاء في نفس البيان أن مشاركة السيسي في القمة “جاءت لتعكس حرص مصر على تعزيز التعاون الإفريقي العربي المشترك، من أجل تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة مختلف التحديات”.
وما يطر طرح مشاركة الوفد الانفصالي في مراقبة الانتخابات المصرية، علامات استفهام هو أنها تلت خطوة أخرى لـ”تطبيع” العلاقات بين القاهرة و”البوليساريو”، تمثلت في مشاركة قوات مصرية في تدريبات عسكرية على الأٍاضي الجزائرية تحت اسم “سلام شمال إفريقيا 2″، أواخر شهر نونبر الماضي، بمشاركة ميليشيات الجبهة الانفصالية.
وقد أعلنت الأمر، دولة الجزائر موردة، في بيان، أن التمرين عرف مشاركة وفود من الدول الأعضاء ضمن قدرة إقليم شمال إفريقيا ممثلة في الجزائر ومصر وليبيا، إلى جانب ما وصفتها “الجمهورية العربية الصحراوية”.
وأكدت الجزائر ذلك بقولها ، “يأتي ذلك في إطار تعزيز الجاهزية العملياتية لقدرة إقليم شمال إفريقيا، وبغرض الرفع من قدرات التخطيط المشترك بين مكونات القدرة”.