يحفل تاريخ الأمة الإسلامية بأحداث ووقائع عظيمة شكلت منعطفات حاسمة في مسار المسلمين بصفة خاصة والبشرية بصفة عامة. وقد شكل شهر رمضان الكريم مسرحا زمنيا للعديد من تلك الأحداث نظرا لمكانته العظيمة في نفوس المسلمين، وتأثيره القوي في الرفع من عزائمهم وتقوية هِمَمِهِم. ومنها نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بدأ نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان من السنة الأولى للبعثة (610م).
وهو حدث عظيم في حقيقته، ﺿﺨﻢ بأبعاده، وعميق ﺑﺂﺛﺎﺭﻩ على ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ جمعاء.
فقد شاء الله تعالى في تلك اللحظة أن يكرم عباده وخلقه فاختار محمدا صلى الله عليه وسلم ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻧﻮﺭﻩ ﺍﻹﻟﻬﻲ، ﻭﻣﺴﺘﻮﺩﻉ ﺣﻜﻤﺘﻪ الربانية، ﻭﻣﻬﺒﻂ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ النورانية، ومخرج الناس جميعهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة الأصنام والأوثان إلى عبادة الحي الذي لا يموت.
ليصبح هذا الحدث ﺃﻋﻈﻢ ﻟﺤﻈﺔ في أرشيف البشرية وأرقى محطة في تاريخ الانسانية.