الحدث بريس: يحي خرباش.
من المؤكد أن كل الكلام الذي قيل في الندوة الصحفية ليوم 16 يوليوز من سنة 2016 مجرد جعجعة في طحين ،لم يخطر يوما ببال الشوباني بأن أطروحته حول التنمية لن يصدقها أحد فأنقلب كل شيء كما ينقلب السحر على الساحر. في هذه الندوة الصحفية قال الشوباني كل شيء ولم يفعل أي شيء.
جرأة الشوباني تعدت الحدود منتشيا بفوزه برئاسة المجلس، وربما لم يكن يعي ما يقول من كثرة الفرحة، فقد تحدث سعادته عن المنقلبين عن الشرعية -الله أكبر – وتحدث عن المتآمرين واتهم وسائل الاعلام بالصحافة الصفراء ـولن يهدأ له بال حتى يجرها أمام القضاء وينتقم منها شر انتقام كما وعد يجر المحترفين في الكذب إلى القضاء أيضا.
هكذا كشف الشوباني عن الوجه الاخر لرجل غدر به الزمن، رجل انتصر للحزب ولم ينتصر للعدالة والمساواة على الاقل بين أعضاء مجلسه وممن يصنفهم في خانة الأغلبية. الشوباني نسي بأن الزمن أكبر كاشف للكذب، بعد أربع سنوات مرت على هذا الكلام الذي مزج فيه بين التهديد والوعيد لا شيء تحقق من هذا ولا من ذاك، ونحن اليوم نترجى الرئيس بأن يمتلك الشجاعة ويعيد هذه الندوة الصحفية مخاطبا ساكنة الجهة بما الذي تحقق وماذا أنجز من مشاريع وماذا قدم للساكنة التي منحته الثقة .
وهكذا ظلت ساكنة الجهة طيلة أربع سنوات وهي في حيرة من أمرها لعلها تجد تفسيرا لأحلام الشوباني، حيث تأكد الأمر مع مرور الأيام بأن هذه الأحلام ما هي سوى أوهام ترسخت في ذاكرة الشوباني لم يجد لها خلاصا رغم استعانته بخبرات جمهورية الصين الشعبية وروايات وكتب الجمهورية الفرنسية. الشيء الوحيد الذي يشهد له بالحقيقة، هو المخطط الذي حاكه الرئيس منذ الوهلة الاولى للاستحواذ على مفاتيح الجهة ربما رغبة منه للتعويض عن خسارة منصبه الحكومي الذي سيظل نقطة سوداء في حياته، فأحلام الشوباني بإنشاء الطريق السيار بين مرزوكة وزاكورة، والملايير التي وعد بها لمساعدة الجماعات القروية والاستثمار في الطاقة والمعادن تبخرت بين رمال وواحات تافلالت.
رئيس الجهة استقام على قول ما لا يفعل لا غير ويشهد له بذلك وهو من يصدق فيه قوله عز وحل “يأيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلوا “.من السهل على الشوباني اتهام من يسميهم بالمشوشين على عمله ،كما أنه من السهل عليه اتهام الاخرين بتبخيس جهود مكتبه ، لكن هل يعلم الذي يتهم هؤلاء بأنه الرقم واحد دون غيره من تسبب في تعطيل عجلة التنمية بالجهة ،ألا يستحيي من كل الوعود التي وعد بها الساكنة والتي لم يتحقق منها أي شيء إلى حدود كتابة هذه السطور ،متى يستفيق رئيس المجلس من هاته الكوابيس التي لم يعد لها وجود في علم التحليل النفسي ، بصماتك على ملفات الفساد قد أزكمت النفوس ،وكما يقول المثل الشعبي المغربي ريال ديال الجاوي يبخر دوار ، فالجاوي ديال الشوباني راه بخر الصين الشعبية وفرنسا الجمهورية.
هكذا يعيش الشوباني آخر أيامه بجهة درعة تافلالت، لم يعد في جعبته سوى الكلام الجاف، وكلما اشتد عليه الخناق رحل الى فرنسا وألمانيا لتدليك العضلات استعدادا للمقارعة. هكذا إذن يمضي أيامه الاخيرة بتأليف المزيد من الأكاذيب، أكاذيب يتقاسمها مع أتباعه في العلن. قاسمهم المشترك النفاق السياسي وتوزيع الأدوار على موائد المأكولات والمشروبات وفي الرحلات والسفريات، أي عاقل يصدق كل هاته الترهات ونحن على مشارف2021؟ أي عاقل يصدق كل هذه المسرحيات التي تدمي القلوب؟ نعم لقد صدق قول الرسول عليه الصلاة والسلام عن أبي هريرة قال رسولنا: “سيكون في اخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا اباؤكم فإياكم وإياهم “.