شهدت أستراليا، اليوم السبت، لحظة سياسية فارقة بفوز رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز بولاية ثانية، في انتخابات وصفت بأنها الأهم منذ سنوات، وسط تحولات داخلية وتجاذبات دولية طفت على السطح خلال الحملة الانتخابية.
وجاء الانتصار في ظل مؤشرات كانت توحي بتقدم المحافظين، قبل أن تتغير المعطيات لصالح حزب العمال، مدفوعة -وفق محللين- بمخاوف متصاعدة لدى الناخب الأسترالي من النفوذ السياسي المتزايد للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وانعكاساته على حلفاء الولايات المتحدة.
وفي لحظة حاسمة، أقر زعيم الحزب الليبرالي، بيتر داتون، بالهزيمة، بل وفقد مقعده البرلماني، ما مثّل ضربة قوية للمحافظين وأعاد إلى الأذهان المشهد الكندي قبل أيام، حيث مُني المحافظون هناك بخسارة ثقيلة رُبطت كذلك بتأثيرات ترامب.
وفي مقر حزب العمال بسيدني، سادت أجواء من الفرح العارم بين أنصار الحزب، الذين احتفلوا بتعزيز أغلبيتهم البرلمانية. وخلال خطاب النصر، قال ألبانيز: “ستختار حكومتنا الطريقة الأسترالية، لأننا فخورون بما نحن عليه، وبما بنيناه معاً في هذا البلد”.
ووفقاً للبيانات الأولية التي نشرتها اللجنة الانتخابية الأسترالية بعد فرز نحو 68% من الأصوات، من المتوقع أن يحصد حزب العمال 81 مقعداً من أصل 150 في مجلس النواب، ما يضمن له أغلبية مريحة تتيح له المضي في تنفيذ أجندته السياسية خلال السنوات المقبلة.
ويُنظر إلى فوز ألبانيز على أنه تأكيد لثقة الشارع الأسترالي في أداء حكومته خلال الفترة الأولى، لكنه في الوقت ذاته يعكس تحولات أعمق في المزاج السياسي العام، لا سيما في ظل صعود الشعبوية واليمين في عدد من الديمقراطيات الغربية.