في أعقاب الدمار الذي خلفه الإعصار هيلين، انطلقت السلطات في ولايات جنوب شرق الولايات المتحدة في جهود إنقاذ مكثفة، منذ يوم الأحد، لمواجهة الفيضانات الكارثية التي اجتاحت العديد من المناطق. العواصف المدمرة تسببت في انقطاع الكهرباء عن ملايين السكان، ودمرت البنية التحتية بشكل واسع، من فلوريدا إلى فرجينيا، ما أودى بحياة العشرات وأدى إلى خسائر هائلة تقدر بمليارات الدولارات.
وقد أعلنت السلطات في ولايات ساوث كارولاينا، فلوريدا، جورجيا، نورث كارولاينا وفرجينيا عن وفاة ما لا يقل عن 69 شخصًا نتيجة للإعصار، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ.
في غضون ذلك، قدرت شركات التأمين والخبراء حجم الأضرار الناجمة عن الإعصار هيلين بما يتراوح بين 15 مليار دولار و100 مليار دولار، وهو ما يشير إلى مدى الكارثة التي لحقت بالممتلكات والبنية التحتية. ومن المتوقع أن تصدر السلطات تقييمات رسمية لحجم الأضرار في الأيام المقبلة، لتقديم صورة أوضح حول التأثيرات الاقتصادية التي خلفها الإعصار.
وفي ولاية نورث كارولاينا، أكد الحاكم روي كوبر يوم الأحد ارتفاع عدد القتلى في الولاية إلى 11 شخصًا، مشيرًا إلى أن جميع الطرق في الطرف الغربي من الولاية ستظل مغلقة لفترة طويلة، وقد تستغرق أشهرًا لإصلاحها. وأوضح كوبر أن عمليات نقل الطعام والماء جواً إلى المناطق المتضررة قد بدأت بالفعل.
من جانبها، أفادت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ بأن أنظمة المياه والاتصالات تعرضت لأضرار جسيمة، في حين أن العديد من الطرق الحيوية باتت غير سالكة. وأعلنت أن سلاح المهندسين في الجيش الأمريكي بدأ تقييم الأضرار التي لحقت بأنظمة المياه، بهدف إعادة تشغيلها في أسرع وقت ممكن.
استمرت الأمطار الغزيرة في الهطول بعد أن اجتاح الإعصار ساحل الخليج في فلوريدا مساء الخميس، ما أدى إلى تدمير مئات المنازل، وترك الآلاف من السكان بلا مأوى. ومع انقشاع العاصفة، لا تزال الجهود متواصلة للتعامل مع هذه الكارثة الطبيعية وإعادة إعمار المناطق المتضررة.
