أكدت باتريشيا لومبارت كوزاك، سفيرة الاتحاد الأوروبي ورئيسة بعثته في المغرب، أن الاتحاد يتطلع إلى توسيع استثماراته بالمملكة، مستفيداً من الزخم الاقتصادي الذي يواكب استعدادات استضافة نهائيات كأس العالم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وفي مقابلة مع جريدة “الشرق” على هامش المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، أشارت الدبلوماسية الأوروبية إلى أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب والاتحاد الأوروبي تشهد نمواً متواصلاً، مبرزة أن المبادلات التجارية الثنائية بلغت العام الماضي أكثر من 60 مليار يورو، بزيادة قدرها 7%.
ويمثل الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول للمغرب، الذي يُعد في المقابل المزود الرئيسي لأوروبا بالخضروات، والثاني في مجال الفواكه والمنتجات البحرية. كما يُعتبر الاتحاد أكبر مستثمر أجنبي بالمملكة، خاصة في قطاعات السيارات والطيران والنسيج والصناعات الغذائية.
وأضافت السفيرة أن الاستعدادات الجارية لمونديال 2030 تفتح آفاقاً واسعة أمام الاستثمارات الأوروبية، لاسيما في ميادين البنية التحتية والتكنولوجيا والخدمات، معتبرة أن هذه التظاهرة الرياضية العالمية تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الطرفين.
في المقابل، يراهن المغرب على أن يتحول هذا الحدث الرياضي إلى ورشة وطنية كبرى تسهم في تسريع إنجاز مشاريع هيكلية كبرى، من شأنها تعزيز تموقع المملكة كمركز اقتصادي ولوجستي يربط بين أوروبا وإفريقيا. وتشكّل هذه المرحلة أيضاً فرصة لتوسيع قاعدة الشركاء الدوليين، وتأكيد جاذبية السوق المغربية في وجه الرساميل الأجنبية.
في هذا السياق، يواصل المغرب الترويج لنفسه كوجهة مستقرة وموثوقة، قادرة على ضمان الأمن الاستثماري في منطقة تتسم بتقلبات جيوسياسية متزايدة. وهو ما يبدو أن الاتحاد الأوروبي يلتقطه بدقة، في ظل الدينامية الجديدة التي تطبع العلاقات بين الجانبين.