في تصعيد جديد في سلسلة التوترات بين الولايات المتحدة والصين، أصدرت وكالات الاستخبارات الأمريكية في 25 مارس 2025 تقريرًا صنف الصين كأكبر تهديد عسكري وسيبراني للولايات المتحدة.
التقرير الذي جاء في وقت حساس يعكس التطور المتسارع في قدرات الصين العسكرية والتكنولوجية، مما يعيد إلى الأذهان تساؤلات حول التحديات المستقبلية التي قد تترتب على هذا التوتر المتزايد بين قوتين عظميين في القرن الواحد والعشرين.
تقرير الاستخبارات الأمريكية يكشف عن تحولات هائلة في ميزان القوة العسكري العالمي، حيث تتجه الأنظار إلى القدرات العسكرية الصينية التي تشهد تطورًا سريعًا في السنوات الأخيرة. ويشير التقرير إلى أن الصين أصبحت تهديدًا جادًا للولايات المتحدة في العديد من المجالات، بدءًا من الأسلحة التقليدية، وصولاً إلى الهجمات الإلكترونية.
وكشف التقرير أيضًا أن الصين تعمل على تطوير قدرات هجومية جديدة، تسعى من خلالها إلى تهديد الأمن القومي الأمريكي، بما في ذلك الهجمات السيبرانية التي تستهدف بنية الولايات المتحدة التحتية، فضلاً عن التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي.
وفي خطوة مفاجئة، ردت الصين على هذه التصريحات الأمريكية ببيان رسمي دعت فيه واشنطن إلى التوقف عن المبالغة في تصوير التهديدات الصينية.
الحكومة الصينية أكدت أن هذا النوع من التقارير يُستخدم لخلق حالة من الذعر العالمي ولتعزيز مواقف الهيمنة الأمريكية. كما اتهمت الصين التقرير الأمريكي بأنه يهدف إلى تشويه سمعة قوتها العسكرية والتكنولوجية المتزايدة، في وقت تشهد فيه بكين تقدمًا ملحوظًا في عدة مجالات.
الصين لم تقتصر في ردها على التهديدات العسكرية، بل إنها تسعى أيضًا إلى تجاوز الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. هذا التحدي الجديد يعدُّ بمثابة تحول جوهري في طبيعة المنافسة بين البلدين، حيث سيكون للذكاء الاصطناعي دور بارز في تحديد ملامح القوة الاقتصادية والتكنولوجية العالمية.
أما على الصعيد العسكري، فإن هناك تقارير تتحدث عن تطور الصين في مجال الفضاء والقدرة على استهداف الأصول الأمريكية في الفضاء الخارجي، مما يضيف بعدًا جديدًا للتهديدات العسكرية التي تواجهها الولايات المتحدة.
الولايات المتحدة، التي تقود تحالفات مع حلفائها التقليديين، مثل حلف الناتو، ترى أن الصين تمثل تهديدًا عسكريًا وأمنيًا متزايدًا، في حين تعتبر الصين هذه التصريحات جزءًا من حرب نفسية تهدف إلى خلق بيئة دولية معادية.
ويبدو أن هذا التوتر سيتصاعد في ظل مساعي الطرفين لتطوير أسلحتهما وتحقيق التفوق الاستراتيجي.
مع ارتفاع حدة المنافسة بين الصين والولايات المتحدة، من المتوقع أن يشهد العالم فترة من عدم الاستقرار في الساحة العسكرية والتكنولوجية. قد تزداد التوترات بين الجانبين في ظل التسابق المحموم لتطوير القدرات العسكرية وتوسيع نفوذ القوى الكبرى في أنحاء العالم.