الصين والولايات المتحدة صراع وجود ام ظرفية اقتصادية عالمية … ؟

0

الحدث بريس:الصادق عمري علوي.

يبدو على أكثر من صعيد ، أن الصراع الاقتصادي والسياسي بين الصين الشعبية والولايات المتحدة سيشهد الكثير من التصعيد والضربات المتبادلة  عبر حروب سياسية و إعلامية شرسة واخرى ستخوضها الشركات العملاقة بين البلدين ، مما جعل ” مجموعة العشرين ” عقب اجتماعها بالارجنتين عبرت في بيانها  الختامي لوزراء المال ومحافظي البنوك المركزية لأكبر الاقتصادات العالمية ، ان تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية تشكل خطرا متزايدا على النمو العالمي ، ودعوا إلى حوار اكبر لمعالجتها …”

- الحدث بريس-

- الحدث بريس-

- الحدث بريس-

فالظاهر على السطح اليوم هو  تهديد الولايات المتحدة بفرض الرسوم على السلع الصينية قدرها 34 بليون دولار  ، لكن يبدو ان الأمر لايتعلق فقط بهذا المستوى من الضغط على أكثر من نقطة ، لثني التنين والدفع به لتخفيف سرعته ، بل الأمر يتعلق بفهم  جيد لطبيعة الصراع ، وخلفياته السياسية والاديولوجية ، مما يعطي للصراع طابعه الوجودي لاختلاف الحضارة ، والثقافة و المباديء التي اقيم من اجلها  مسار التقدم العلمي بين البلدين ، انه صراع على المواقع الإستراتيجية في العالم بحيث بدأت الصين وفي خطوة سابقة من نوعها ، تمد ادرعها لانتهاج شراكات اقتصادية في مختلف المجالات مع دول الشرق الأوسط ذات الإنتاج النفطي … وبعض الدول الإفريقية الغنية بالثروات الطبيعية  مما جعل التنافس يحتدم وينقلب إلى صراع .

ويبدو أن دول الشرق الأوسط وجدت متنفسا جديدا للتخفيف من حدة الضغط والتعامل مع شريك يبدو من أعلى مستوى في الابراطورية الصينية انه شريك صادق و مأمون  في تعاملاته ، والتحرر لبعض الوقت وربما نهائيا من ابتزاز البيت الأبيض لأجل اقتصادات تخدم المرحلة القادمة دون الإحساس بالابتزاز ، والتعرض لسخط الشارع العربي الذي يردد دائما ” بأن أمريكا  عدوة الشعوب “.

إذ ان معاملة الكاوبوي الأمريكي المتسلط على اقتصادات العالم  ، وخلق بؤر التوتر والحروب الدامية في العالم عبر الوكالة لاتنزاف خيرات الدول والسيطرة على مقدراتها الطبيعية والبشرية  لم يعد القبول به من الجانب الصيني .

الصين عازمة اليوم على نقل التكنلوجيا الكبرى والدعم الصناعي وانتهاج سياسات المشروعات المشتركة بعد معاينة الجبروت والتسلط الأمريكي على أكثر من صعيد ، وهو ما يعد ضربا موجعا موجها للاقتصاد الأمريكي ، فلربما يدفعه  لمراجعة أوراقه بخصوص العديد من الملفات السياسية والعسكرية … التي ساهم في تفاقمها خدمة لمصالحه الإمبريالية و التوسعية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.