ويخوض المنتخب المغربي هذه المباراة، وإن كانت نقط نتيجتها لا تحتسب على اعتبار أن المنتخب الكاميروني مؤهل رسميا، إلا أن أسود الأطلس سيخوضونها بكل عزم وإصرار لكسر شوكة الكاميرونيين الذي لم يسبق للمغاربة الفوز عليهم في أي لقاء رسمي كان أو ودي.
فعلى امتداد 31 سنة لم يقو هجوم الفريق الوطني على التسجيل في مرمى المنتخب الكاميروني في مباراة رسمية، ويعود آخر هدف في مباراة رسمية لمواجهة الإسكندرية في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي احتضنتها مصر سنة 1986، والتي انتهت بالتعادل الايجابي هدف لمثله، وهي النتيجة ذاتها التي آلت إليها آخر مواجهة بين المنتخبين يوم 13 نونبر 2016 بمراكش ضمن دوري إل جي.
وتكتسي هذه المباراة أهمية بالغة لكونها تشكل أول مقابلة رسمية للمنتخب الوطني بعناصره الجديدة الساعية إلى تأكيد صحوة كرة القدم الوطنية بتحقيق فوز خارج أرض الوطن، وبالتالي زرع الدفء والاطمئنان في نفوس الجماهير التي تتطلع بشوق إلى حضور “الأسود” للمرة 17 في نهائيات كأس أفريقيا للأمم.
كما تعتبر مباراة السبت نقطة انطلاقة جديدة في مشوار الإقصائيات نحو استعادة مكانة الأسود مكانتهم على الصعيد الإفريقي، وهي بالتالي مناسبة لمحو آثار خروج المنتخب المغربي من الدور الثاني لكأس إفريقيا للأمم الأخيرة أمام منتخب الفراعنة، الذي انهزم في المباراة النهائية أمام الأسود العصية الترويض.
وفي المقابل تعتبر هذه المباراة محطة استعدادية مهمة لعناصر المدرب البلجيكي هوغو بروس لكأس القارات بروسيا التي سينازل فيها منتخبات الشيلي وأستراليا وألمانيا حيث سيقف خلالها على مدى استعداد وجاهزية العناصر الجديدة وتأقلمها مع باقي العناصر.
أما مدرب المنتخب الوطني الفرنسي هيرفي رونار فسيكون أمام أول اختبار ضمن اللقاءات الرسمية إلى جانب تركيبة بشرية تجمع بين لاعبين محترفين متمرسين وشبان واعدين، وهو التحدي الذي يجب رفعه بجدية لتحقيق نتيجة الفوز التي من شأنها أن تعيد المنتخب المغربي إلى سكة التألق من جديد، وهذا ليس مستحيلا بالنسبة لمدرب استطاع الفوز بلقبين إفريقيين مع منتخبين مختلفين (زامبيا وكوت ديفوار).
والأكيد أن الناخب الوطني، سعيا منه إلى بلوغ هذا المبتغى، هيأ بعد المباراة الودية ضد منتخب هولندا (1-2) الاسبوع الماضي بأكادير، والتي كانت آخر عرض تجريبي قبل مواجهة منتخب الكاميرون، كل الظروف لذلك، باعتماده على تشكيلة تجمع بين الحنكة والفتوة وتتوفر في مكوناتها شروط الجاهزية والعطاء.
فرونار يعي جيدا جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه، وكذا الأهمية القصوى التي يكتسيها هذا اللقاء، لكونه يشكل أحد المفاتيح التي ستعطي دفعة معنوية ونفسية قوية للعناصر الوطنية، من أجل مواصلة تصفيات كأس افريقيا والعالم بروح الفريق الذي لا يقبل عن الفوز بديلا.
يذكر أن المجموعة الثانية تضم أيضا منتخبي مالاوي وجزر القمر.