تواصل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تحركاتها الاستراتيجية لاستقطاب أفضل المواهب ذات الأصول المغربية المنتشرة في الملاعب الأوروبية، في محاولة للبناء على الإنجاز التاريخي لمنتخب “أسود الأطلس” الذي حقق المركز الرابع في كأس العالم 2022 بقطر.
وفي هذا السياق، يقترب المغرب من إقناع أحد أبرز النجوم الواعدة في الدوري الفرنسي، اللاعب الشاب أيوب بوعدي، بالانضمام إلى المنتخب الوطني.
أيوب بوعدي، الذي يبلغ من العمر 17 عاماً، أصبح محط أنظار الجميع بعد بروز موهبته الاستثنائية مع فريق ليل الفرنسي. وقد شبهه العديد من الخبراء بالنجم البلجيكي إيدن هازارد، الذي يعد واحداً من أبرز المواهب التي تخرجت من النادي نفسه.
بوعدي، الذي يحمل أصولاً مغربية، لعب لمنتخب فرنسا للناشئين في وقت سابق، ما أثار تنافساً حاداً بين المغرب وفرنسا على إقناعه بتمثيل منتخبهما الأول. وتأتي هذه المنافسة بعد تألق بوعدي بشكل لافت في دوري أبطال أوروبا، حيث قدم أداءً مبهراً وساهم في تحقيق فريقه فوزاً تاريخياً على ريال مدريد، وذلك قبل أيام من الاحتفال بعيد ميلاده السابع عشر.
وشارك بوعدي مع فريق ليل في 12 مباراة هذا الموسم، مقدماً تمريرة حاسمة، وسط اهتمام أندية كبرى في أوروبا بخدماته، مثل ليفربول وأرسنال وتشيلسي في إنجلترا، بالإضافة إلى ميلان الإيطالي. ويظل عقد بوعدي مع ليل ممتداً حتى عام 2027، لكن تألقه اللافت في سن مبكرة جعله هدفاً مهماً لأكبر الأندية الأوروبية.
من جانبه، يحاول الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الضغط على اللاعب لمواصلة تمثيل منتخبات “الديوك”، ما يعكس القيمة الكبيرة التي يراها فيه المسؤولون الفرنسيون.
وتعكس حالة بوعدي أهمية استراتيجية الاتحاد المغربي في استقطاب المواهب ذات الأصول المغربية المنتشرة في الخارج، والتي قد تسهم في تعزيز قوة المنتخب الوطني مستقبلاً. ومع استمرار هذه الجهود، تبقى مسألة تحديد هوية المنتخب الذي سيختاره بوعدي محط ترقب من عشاق الكرة في المغرب وفرنسا على حد سواء.
بوعدي قد يكون القطعة المفقودة التي يبحث عنها “أسود الأطلس” لتعزيز صفوفهم، ومواصلة كتابة التاريخ في البطولات الكبرى.