الحدث بريس : الصادق عمري علوي.
نورد في هذا المقال بعض الضوابط الاخلاقية في ممارسة المهندس المساح لمهامه وواجباته اتجاه المجتمع وزبنائه افرادا وجماعات .
اخترنا هذا الموضوع نظرا لحساسيته ، ولما تشهده التصاميم الطبوغرافية باقليم الرشيدية من تجاوزات خطيرة ، لاتقف عند حد الدفع بوقوع تداخلات في التصاميم الطبوغرافية للمشاريع الفلاحية المنجزة بالنسبة للزبناء ، ولكن لتطال مساقط المياه ، والوديان والشعاب ، والطرقات والممرات والمسالك بمختلف المناطق وخاصة بمنطقة الخنك ، و اكنان ، مدغرة .
وقد اقتبسنا نصا ورد بخصوص اخلاقيات المهنة بموسوعة ويكبيديا الشهيرة لنلفت نظر المهندس لما يحتمه عليه الواقع الميداني والعملي، لاحترام المجالات الترابية وطبيعتها وحرصه على التوفر على بنك للمعلومات توفرها له المعالم الهندسية على الارض ، والسلطات المحلية ذات النفوذ الترابي والتصاميم العامة المنجزة من قبل الهيئات المختصة وادرات الشؤون القروية بالعمالة او الاقليم او الجهة .
“تحدد اللوائح المنظمة لقواعد الأخلاق الهندسية أولوية محددة بخصوص مراعات المهندس للمجتمع والعملاء والموظفين والمهنة.”
ولهذا الغرض المهم ولحماية التخصص الهندسي من التلاعب والعبث ،” أعدت العديد من الجمعيات المهنية الهندسية لوائح منظمة لقواعد الأخلاق. وبعضها يعود إلى العقود المبكرة من القرن العشرين. وقد تم دمجها بدرجات أكبر أو أصغر إلى القوانين المنظمة لدوائر عدة. في حين أن هذه البيانات تستخدم ككتيب إرشادي إلا أنه لا يزال يتطلع المهندسون إلى رأي سديد يفسر كيفية تنفيذها في ظروف بعينها.
وتتشابه المباديء العامة للوائح المنظمة للأخلاق بشكل كبير في الجمعيات الهندسية المختلفة والمنظمات المانحة في العالم . وهو ما يعمل على نشر اللائحة بصورة أكبر ويعمل على إصدار توجيهات محددة .وإليكم مثال من الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين :
1- يُعلي المهندسون من شأن الأمان والصحة ورفاهية المجتمع، كما يناضل من أجل الامتثال لمبادئ التنمية المستدامة في أداء واجبات المهنة.
2- يقدم المهندسون الخدمات التي هي من صميم اختصاصهم فقط
ولا يدلي المهندسون بتصريحاتهم إلا ملتزمين بالصدق والموضوعية.
3 – يقوم المهندسون بدور فاعل في الشئون المهنية لكل من الموظف والعميل كوكلاء أو أمناء أوفياء ويحرصون على تجنب تضارب المصالح .
4- يحرص المهندسون على بناء سمعتهم المهنية بفضل خدماتهم ولا يتبارون مع الآخرين في الظلم.
6 -يتصرف المهندسون بطريقة تجعلهم يحوزون المجد والنزاهة والكرامة لمهنة الهندسة كما أنهم يتصرفون بلا شفقة مع الرشوة والغش والفساد.
7- يستزيد المهندسون من التطوير المهني أثناء عملهم، ويتيحون فرص التطوير المهني لمن هم تحت إشرافهم.
لكن هل نجد هذه الاخلاقيات والمبادئ لدى بعض المهندسين المساحين باقليم الرشيدية لكون بعضهم وليس الكل ومن منطق الجشع المادي ان يتصرف وفق هواه ، في التعاطي مع المجال الترابي حيث اصبح التداخل في التصاميم الطبوغرافية في الموقع الواحد مسألة عادية لديهم ، وهو امر لا ينذر بخير… لانه يضع مهنة المهندس المساح على المحك ،وهذا واقع ملموس ومشاهد ويمكن للسلطات المختصة الاطلاع عليه بتعاون مع جمعيات المجتمع المدني وغيرهم من الافراد ، لمعرفة الحقائق والاطلاع عليها ميدانيا حتى لايقول قائل انما هو رجم بالغيب ، او مجرد اشاعة مغرضة يراد بها استهداف بعضهم ممن اشير اليهم ، انهم لايلتزمون باخلاقيات المهنة .
خصوصا اذا علمنا ان سلطة نائب اراضي الجموع تنتهي بالموافقة على الارض المراد الاستثمار عليها بحسن نية ، لكن الذي يقع هو ان اصحاب المطامع باتفاق كيدي يغيرون المعالم المتفق عليها هندسيا ، وينتهي الملف لدى وزارة الداخلية بقسم الشؤون القروية ليكتشف في الاخير ان التصميم يتداخل مع تصميم اخر وهنا تقع مسؤولية المهندس .
وعندما يسأل عن ذلك ، ملقيا المسؤولية على الغير و يجيبك ان النائب هو الذي وافق على إعطاء هذا الموقع ، او لست مسؤولا عن ذلك، لانه استخلص مستحقاته ، ولا يهمه تداخل الاحداثيات الحاصل في التصاميم .
وقد علم انه قام دون قصد بادخال الشعاب ، والطرقات والممرات او مسالك الشاحنات -نحو الوصول الى المقالع – ضمن التصميم المعد لزبونه .
حتى الطرقات المؤدية الى الضيعات الفلاحية للمستثمرين انفسهم الذين لن يجدو في المستقبل بفعل عشوائية توطين الاحداثيات الطبوغرافية ،وعدم تنظيم المجال لخلق مشاريع فلاحية تتوفر على مسالك ولوج لهم ولعمالهم .
في ظل هذا الواقع الا يحق لنا ان نسائل المهندس المساح عن حدود عمله وضوابطه ، لانه اصبح مصنعا لخلق النزاعات والصراعات ،بقصد او بدون قصد .
في انتظار معالجة الامر ننتظر الراي العام من المهندسين المساحين باقيم الرشيدية الى التواصل بينهم ، و إنشاء بنك للمعلومات معتمد جغرافيا ومجاليا بالتنسيق مع السلطات المختصة ونواب اراضي الجموع والمجتمع المدني المعني بالشأن الفلاحي للحفاظ على حقوق الناس ، والطرقات والمسالك .
كما ينتظر منهم حفاظا على اخلاقيات المهنة ، الى الاحترام التام لمجالات التعاونيات والجمعيات التي سبق للسلطات المحلية ونواب اراضي الجموع ووكالة الحوض المائي ان اعطت موافقتها بمحاضر ومراسلات عاملية وموافقات السلطة المحلية والنواب ، لاقامة المشاريع الفلاحية عليها لفائدة المقاولين الشباب لتشجيع التشغيل الذاتي بالميدان الفلاحي .