الحدث بريس:
في مناخ عالمي يسمه التدهور المقلق للبيئة، يدق المجتمع الدولي ناقوس الخطر حول الاستعمال الخطير للأكياس البلاستيكية التي تغرق العالم بأسره، وتلوث التنوع البيولوجي الطبيعي، من خلال اختيار شعار اليوم العالمي للبيئة لهذه السنة “لنحارب التلوث البلاستيكي”.
فبعد ولوجها على استحياء مجال التداول في سبعينيات القرن الماضي، أضحت الأكياس البلاستيكية منتجا عالميا حاضرا بقوة، بإنتاج يصل إلى مليار كيس بلاستيكي سنويا ، فتراها بارزة في أعماق المحيطات، وعلى قمة جبل إفريست والجبال الجليدية بالقطبين، كما تعد سببا في الإشكالات البيئية الكبرى.
ولم يخف الأمين العام للأمم المتحدة، أونطونيو غوتيريس، في رسالة موجهة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة قلقه، قائلا” عالمنا تجتاحه النفايات البلاستيكية الخطيرة. سنويا، تلقى أكثر من ثمانية ملايين طن في المحيطات. يوجد الآن من النفايات البلاستيكية الدقيقة في البحار أكثر ما يوجد في الكون من نجوم”.
وحذر من أن “تفاقم هذا المنحى سيفرز وضعا يتجاوز فيه عدد الاكياس البلاستيكية عدد الأسماك في المحيطات في أفق 2050، وحتى الجزر البعيدة في القطب الشمالي ليست بمعزل عن هذا الخطر “.
وأضاف ” بالنسبة لليوم العالمي للبيئة، الرسالة بسيطة، اقضوا على المنتجات البلاستيكية أحادية الاستعمال. ارفضوا مالا تستطيعون إعادة استعماله. سويا، نستطيع فتح الطريق على عالم نظيف وأخضر”.
وفي هذا الصدد، يشكل هذا اليوم دعوة للحكومات من أجل اعتماد سياسات تروم التقليص من البلاستيك، وتسائل المصانع على الحد من استعمال البلاستيك في التغليف وإعادة التفكير في تصميم المنتوجات، كما تدعو المستهلكين لتغيير عاداتهم المشينة حتى لا يتم إتلاف المحيطات بطريقة محتومة.
ويتجلى الهدف المشترك في استشراف البدائل المستدامة بغية التقليص عاجلا من الإنتاج والاستعمال المفرط للبلاستيك أحادي الاستعمال المسؤول عن تلوث المحيطات كما يشكل تهديدا للصحة.
ووعيا منه بالآثار الخطيرة لهذا المنتوج، انخرط المغرب كليا في هذه الرؤية بفضل الرغبة التي أبداها الوعي الجمعي بالآثار الخطيرة للأكياس البلاستيكية على الحياة البرية، والحياة النباتية والصحة، وعبر الالتزام اللامشروط للقضاء على إنتاجها واستعمالها.
وهكذا حظرت المملكة منذ فاتح يوليوز 2016 تصنيع واستيراد وتصدير وتسويق واستعمال الأكياس البلاستيكية بموجب قانون 77-15 . وترسخت بالمغرب، انطلاقا من ذلك، ثقافة جعلت منه نموذجا إيكولوجيا بالنسبة لبلدان المنطقة.
كما واكب دخول القانون حيز التنفيذ حملات توعوية، وأخرى لجمع وإتلاف الأكياس البلاستيكية، والتي تندرج في إطار البرنامج الوطني لجمع وإتلاف الأكياس البلاستيكية المستعملة.
وتعد عملية “زيرو ميكا”، ثمرة لمسلسل انطلق منذ 1997 والذي تعزز موسم 2009-2010 بمنع الأكياس البلاستيكية السوداء، قبل أن يتوج باعتماد القانون 77-15 كتجسيد للرغبة المشتركة لكل الفاعلين الحكوميين والخواص والمجتمع المدني للعمل سويا لكسب رهان القضاء على الأكياس البلاستيكية.
إن مايقوم به المغرب في المجال ليس وليد اللحظة، ولا يقتصر على هذا المستوى. كما إنه جعل من مكافحة التغيرات المناخية في صلب اهتماماته عبر اعتماد سياسة وطنية مندمجة للحفاظ على البيئة عبر إطلاق مبادرات عديدة لغاية إدماجه في الاقتصاد الأخضر والمستدام ( مخطط المغرب الأخضر، الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، الاستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية…).
واستطاع المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن يذكي من زخم اشتغاله على قضية المناخ عبر العمل والمقاربة المندمجة فجعلها ركائز رئيسية.
كما جدد المغرب باحتضانه في نونبر 2016 بمراكش، مؤتمر الأطراف 22 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطار حول التغيرات المناخية، تأكيده الموصول خدمة لقضايا البيئة والتنمية المستدامة، كما ساهم في الجهود العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي.