شهدت إسبانيا والبرتغال، اليوم الاثنين، حالة غير مسبوقة من انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، مما أدى إلى شلل كبير في المواصلات وتعطل خدمات الاتصالات، وسط تقارير تشير إلى خلل محتمل في شبكة الكهرباء الأوروبية.
وأكدت شركة “ريد إلكتريكا”، المشغلة لشبكة الكهرباء الإسبانية، أن العمل جارٍ بالتعاون مع شركات الطاقة الأخرى لاستعادة الإمدادات، بعد أن غرق العديد من المدن الكبرى، مثل مدريد وبرشلونة وفالنسيا، في ظلام مفاجئ تسبب في اختناقات مرورية واسعة النطاق وشل حركة القطارات والمترو.
وفي البرتغال، أفادت السلطات بأن الانقطاع طال جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى توقف حركة مترو الأنفاق في لشبونة وبورتو، إضافة إلى تعطل إشارات المرور وخدمات القطارات، في حين عملت المستشفيات والمطارات على تشغيل مولدات كهربائية احتياطية لتأمين الخدمات الأساسية.
وقالت الحكومة الإسبانية إنها دعت إلى اجتماع طارئ في منشآت شركة الكهرباء الوطنية لمراقبة الموقف عن كثب، فيما قامت بلدية مدريد بتفعيل خطة الطوارئ لتنسيق الاستجابة للأزمة.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن مطار “باراخاس” الدولي في مدريد تأثر هو الآخر بانقطاع الكهرباء، في مشهد امتد إلى أجزاء حدودية من فرنسا، وبعض المناطق في إيطاليا. وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لانقطاع التيار لم تتضح بعد، إلا أن تقارير أولية تشير إلى مشكلات تقنية في شبكة الكهرباء الأوروبية أدت إلى هذه الانقطاعات المتسلسلة.
وأكدت وزارة الصحة الإسبانية أنها على اتصال مستمر مع السلطات المحلية لتقييم الأضرار وضمان استمرارية الخدمات الطبية، مشيرة إلى أن “جميع المستشفيات لديها أنظمة احتياطية لتأمين الإمدادات الكهربائية الضرورية”.
من جهتها، أصدرت الشرطة البرتغالية تحذيرات للسائقين ودعتهم إلى توخي الحذر في ظل تعطل إشارات المرور، بينما تتواصل جهود الطوارئ لتخفيف أثر الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي في أقرب وقت ممكن.
ويأتي هذا الحادث في وقت حرج لأوروبا، التي تسعى جاهدة لتعزيز بنيتها التحتية في مجال الطاقة وسط تزايد الطلب والتحديات البيئية. ويرى مراقبون أن هذا الانقطاع قد يدفع إلى مراجعة آليات الربط الكهربائي بين الدول الأوروبية وتعزيز شبكات الحماية من الأعطال الواسعة.