بانتخاب بن كيران أمينا عاما لحزب المصباح تكون جميع الفرضيات التي تنبأت لنهاية هذا الحزب قد اخطأت التقدير، خاصة أن المتتبع للشأن السياسي راهن على هذا الزوال بالنتائج المحصل عليها في اقتراع 8 شتنبر التي هزت كيان الحزب ومكنته من احتلال المرتبة الثامنة في هذه الانتخابات بحصوله على 12 مقعدا فقط بعدما عمر لولايتين كاملتين على رأس الحكومة. عودة بن كيران المشاكس لإدارة شؤون الحزب تأتي مباشرة بعد فوز عزيز أخنوش الأمين العام لحزب الأحرار برئاسة الحكومة، ويرى المتتبعون للشأن السياسي أن عودة قائد المصباح ستضفي طابعا خاصا على المشهد السياسي المغربي خاصة أن حزب الأحرار الذي ضم إلى صفوفه كلا من حزب الإستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة الذي كان إلى عهد قريب يرفض المشاركة في هاته الحكومة إن فاز عزيز أخنوش بالمرتبة الاولى سيكون في وضع مريح تمكنه من تدبير المرحلة، مستفيدا من ضعف وتشتت الأحزاب المحسوبة على المعارضة ،فعودة بن كيران إلى المشهد السياسي إذن بعد فترة راحة طويلة، تعد فرصة لمراجعة مجموعة من الأفكار والمواقف المتشددة التي طبعت الحزب في المرحلة السابقة، ولربما يكون بن كيران قد التقط الإشارة وأدرك بأن مثل هاته المواقف لا تخدم الحزب كانت سببا في التعجيل بوضع الحزب في المرتبة الثامنة وإعادته إلى حجمه الطبيعي وإعادته من حيث ابتدأ المشاركة السياسية 12 برلمانيا فقط .
انتخاب بن كيران بالأغلبية على رأس الأمانة العامة للحزب هو مؤشر للعودة إلى الحياة السياسية من جديد، خاصة أن حزب الأحرار الفائز برئاسة الحكومة قد اكتفى بضم الأحزاب الثلاث المحتلة للمراتب الامامية في الإنتخابات الأخيرة إلى صفوفه فقط وبدون معارضة ويسعى إلى التخلص من وجع الدماغ فالحزب رفع السقف عاليا في برنامجه الإنتخابي دون إدراك العواقب وقد تكون عودة بن كيران رهانا لسد للفراغ السياسي الحاصل، ستكون النتيجة في نهاية المطاف فرملة العمل الحكومي المتغول بقيادة رجل الاعمال ورئيس الحكومة عزيز اخنوش والأيام بيننا.