مع حلول شهر رمضان المبارك، تشهد المدن المغربية تفاقمًا ملحوظًا لظاهرة التسول. حيث تنتشر أعداد كبيرة من المتسولين في مختلف الشوارع والأسواق وأمام المساجد.
ورغم أن هذه الظاهرة ليست جديدة، فإنها تتزايد بشكل لافت خلال هذا الشهر الفضيل، مما يثير تساؤلات حول أسبابها الحقيقية وما إذا كانت تعكس أزمات اجتماعية حقيقية أم أنها مجرد استغلال موسمي لعواطف الناس.
تسول موسمي أم حاجة حقيقية؟
في كل عام، يلاحظ المغاربة أن أعداد المتسولين تتضاعف بشكل كبير مع دخول رمضان. ويعود ذلك، وفق ملاحظات عدد من المواطنين، إلى سخاء الناس خلال هذا الشهر، حيث تزداد الأعمال الخيرية وتكثر الصدقات، مما يجعل بعض الأفراد يستغلون هذه الفرصة لجني المال دون عناء.
غير أن هناك وجهًا آخر للحقيقة، فبعض المتسولين الذين ينتشرون في الشوارع يعانون بالفعل من أوضاع اجتماعية صعبة. كالفقر المدقع والبطالة والمرض، ما يدفعهم إلى طلب العون من المحسنين. ويؤكد عدد من الفاعلين الجمعويين أن التسول ليس دائمًا خيارًا، بل قد يكون اضطرارًا لمن لا يجدون أي مصدر آخر للعيش.
أين ينتشر المتسولون؟
يتوزع المتسولون في الرشيدية على أماكن استراتيجية تضمن لهم تدفقًا مستمرًا للناس، مثل أمام المساجد خاصة بعد صلوات العصر والتراويح، حيث يخرج المصلون في حالة روحية تدفعهم للعطاء. والأسواق والمتاجر الكبرى، حيث يزداد الإقبال على شراء المواد الغذائية استعدادًا للإفطار، ما يجعل المتسولين يستهدفون الزبائن،بالإضافة إلى الإشارات الضوئية والمفترقات الطرقية.
أشكال التسول في رمضان
تأخذ ظاهرة التسول في رمضان عدة أشكال، من بينها:
-
التسول المباشر: حيث يتجول المتسولون بين الناس ويطلبون المساعدة بأسلوب مؤثر.
-
التسول المنظم: مجموعات تعمل بشكل ممنهج في أماكن معينة، وغالبًا يكون خلفها شخص ينظم العملية.
-
استغلال الأطفال: ظاهرة مقلقة حيث يُدفع بالأطفال إلى التسول لاستدرار عطف المارة.
-
التسول بطرق احتيالية: مثل ادعاء المرض أو العجز أو الترويج لحالات إنسانية مزيفة.