تتباين مدة الصيام خلال شهر رمضان من الموقع الجغرافي لكل بلد، حيث تلعب المسافة عن خط الاستواء وخطوط الطول والعرض دورًا حاسمًا في تحديد ساعات النهار وبالتالي طول فترة الصيام.
هذه التباينات الجغرافية تجعل تجربة الصيام متباينة بشكل كبير من منطقة إلى أخرى حول العالم.
في نصف الكرة الجنوبي، تقل ساعات النهار خلال هذه الفترة من العام، مما يؤدي إلى فترات صيام أقصر، بينما تكون ساعات النهار أطول في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، مما يجعل الصيام يمتد لفترات أطول.
على سبيل المثال، في عام 2025، أعلنت معظم الدول العربية والإسلامية أن السبت هو أول أيام شهر رمضان، مما يشير إلى أن ساعات الصيام ستزداد تدريجيًا مع تقدم الشهر، نظرًا لاقتراب فصل الصيف وما يصاحبه من ازدياد في طول النهار.
الدول الواقعة في أقصى الشمال مثل السويد، النرويج، فنلندا، وآيسلندا، إلى جانب جرينلاند وشمال كندا وألاسكا، تشهد بعضًا من أطول ساعات الصيام عالميًا، حيث تمتد هذه الفترات بين 19 و21 ساعة.
وعلى العكس من ذلك، فإن دول نصف الكرة الجنوبي تتمتع بساعات صيام أقصر تتراوح عمومًا بين 11 و13 ساعة نظرًا لقصر النهار خلال هذه الفترة.
في مدن كبرى مثل برازيليا في البرازيل وهراري في زيمبابوي، تتراوح ساعات الصيام بين 12 و13 ساعة. أما في مدن جنوب أفريقيا مثل جوهانسبرغ وكيب تاون، ومدن أمريكا الجنوبية مثل سيوداد ديل إستي في باراغواي ومونتيفيديو في أوروغواي، فتكون فترات الصيام أقصر وتبلغ حوالي 11 إلى 12 ساعة.
وبالمثل، يُتوقع أن يصوم المسلمون في بوينس آيرس بالأرجنتين وكرايستشيرش في نيوزيلندا لمدة تقارب 12 ساعة يوميًا. أما في تشيلي، فتسجل بعض المدن فترة صيام لا تتجاوز 11 ساعة، مما يجعلها من المناطق ذات أقصر فترات الصيام عالميًا.
وفيما يتعلق بالدول العربية، تتباين ساعات الصيام بدرجة ملحوظة. فالجزائر وتونس والمغرب تسجل أطول فترات الصيام التي تتراوح بين 14 و16 ساعة، ويليها دول مثل لبنان وسوريا والعراق حيث تصل ساعات الصيام إلى حدود 15 و16 ساعة خلال الأيام الأطول من الشهر.
أما الدول القريبة من خط الاستواء أو الواقعة جنوبه مثل جزر القمر، فتتمتع بأقصر ساعات صيام تتراوح بين 12 و13 ساعة. وفي السودان واليمن والصومال تُقدر ساعات الصيام بحوالي 13 إلى 14 ساعة يوميًا.