استقبل وزير الصحة والحماية الاجتماعية، السيد أمين التهراوي، وفدًا رفيع المستوى من البنك الدولي برئاسة المدير الإقليمي لدائرة المغرب العربي ومالطا، السيد أحمدو مصطفى ندياي، وذلك في 18 مارس 2025.
اللقاء الذي جرى بحضور الكاتب العام للوزارة، الدكتور عبد الكريم مزيان بلفقيه، تناول بشكل معمق الملفات الصحية والإنمائية التي تجمع بين المغرب والبنك الدولي، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين الطرفين في مجالات حيوية تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين.
لقد شكل هذا اللقاء محطة جديدة ضمن الجهود التي تبذلها المملكة المغربية لتطوير قطاعها الصحي، حيث تم استعراض تقدم البرامج المشتركة بين المغرب والبنك الدولي في إطار إصلاح المنظومة الصحية الوطنية.
تأتي هذه الإصلاحات تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تعكس التزام الدولة بتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية للمواطنين في جميع أنحاء البلاد.
وفي هذا السياق، تسعى الحكومة المغربية إلى تحقيق أهداف طموحة تتعلق بتحسين الولوج إلى الرعاية الصحية، خاصة في المناطق النائية والمحرومة.
يتجلى ذلك في إيلاء أهمية خاصة لتطوير بنية تحتية صحية قوية، تدعمها استثمارات ومشاريع استراتيجية تستفيد من الدعم الفني والمالي للبنك الدولي.
وتعد هذه المبادرة جزءًا من رؤية شاملة تهدف إلى تحديث النظام الصحي، بما يضمن تقديم خدمات صحية متميزة لجميع الفئات الاجتماعية دون تمييز.
لا تقتصر المحادثات بين الجانبين على إصلاح القطاع الصحي فقط، بل تشمل أيضًا تعزيز رأس المال البشري.
في هذا السياق ، تم التأكيد على ضرورة تدريب الكوادر الصحية ورفع مستوى تأهيلهم لضمان تقديم رعاية صحية عالية الجودة. كما تم الحديث عن أهمية دعم تنمية الطفولة المبكرة، وهي قضية تكتسب أهمية متزايدة في العديد من الدول النامية.
فمستقبل أي مجتمع يعتمد بشكل كبير على العناية السليمة بالطفولة، حيث أن الاستثمار في صحة الأطفال يعتبر من أهم عوامل ضمان النمو الاجتماعي والاقتصادي المستدام.
كما ناقش اللقاء الأولويات المستقبلية للمرحلة القادمة، وتحديات الولوج إلى الخدمات الصحية، وكيفية تطوير النظم الصحية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمواطنين.
ومع تزايد الطلب على الخدمات الصحية في ظل تطور السكان وتحولات الأنماط الاجتماعية، يظل تأمين الولوج العادل إلى الخدمات الصحية من أولويات الحكومة المغربية، خاصة في إطار التوجهات الملكية التي تدعو إلى تكريس العدالة الاجتماعية في جميع القطاعات.
إن التعاون بين المغرب والبنك الدولي يمثل نموذجًا يُحتذى به في الشراكات الدولية التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة.
فالبنك الدولي، باعتباره أحد أهم الداعمين الماليين والفنيين للمشاريع الصحية في العالم، يلعب دورًا محوريًا في تقديم الدعم لمشاريع المغرب الصحية التي تتماشى مع تطلعات الشعب المغربي في تحسين جودة حياتهم.
ومن خلال هذا التعاون ، يسعى الجانبان إلى مواجهة التحديات الصحية الكبرى، مثل الأمراض المزمنة وضعف الوصول إلى الرعاية الصحية في المناطق الريفية، فضلاً عن تعزيز التنمية الاجتماعية بشكل عام.
و يعد هذا اللقاء خطوة هامة في تعزيز التعاون بين المغرب والبنك الدولي، وهو يعكس التزامًا جادًا بإصلاح وتطوير المنظومة الصحية في المملكة، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الرفاهية الاجتماعية للمواطنين.