الحدث بريس:يحي خرباش.
رغم الازمة التي تمر بها دول العالم عموما من جراء الاجتياح الكاسح لفيروس كورونا الذي قلب الدنيا رأسا على عقب وأثار حالة من الرعب والهلع في الاوساط العالمية دون استثناء ،ورغم الجهود الدولية في مجال الابحاث العلمية المستمرة على قدم وساق من أجل وضع حد لانتشار هذا الفيروس الذي صنف كوباء عالمي حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية ،وتخصيص الموارد المالية الضحمة التي وضعت رهن إشارة المختبرات العلمية لإيجاد لقاح يجنب العالم كارثة عظمى .
فالمغرب لم يستثن من هذه الدول حيث تم رصد 49 حالة إلى حدود الساعة إذ وجد نفسه في سباق مع الزمن بحكم موقعه الجغرافي الاستراتيجي الهام ،فسخر لذلك كل الإمكانيات المادية واللوجستيكية وجند كل الأطقم الطبية وجميع المصالح الأمنية لمواجهة هذا الفيروس ،واتخذ كل الاحتياطات اللازمة لذلك ،فها هو الهولدينغ الملكي يضخ 2 مليار درهم لفائدة صندوق مواجهة تداعيات الفيروس ، تلته مبادرات أخرى بمساهمة اثرياء المغرب 200بمليار سنتم بالتساوي بين رجل الاعمال عزيز اخنوش ،ومالك مجموعة أفريكا بنك لعثمان بنجلون ،حيث لا زالت التبرعات والمساهمات تتقاطر على هذا الصندوق دون انقطاع .
وأمام هذه المبادرة المحمودة ومبادرات أخرى تحسب لمجموعة من المواطنين على صعيد المملكة كل حسب إمكانياته،خرج رئيس فريق البرلمانيين لحزب العدالة والتنمية في لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب يوم الاربعاء بتصريح ينتقد فيه مبادرة المتبرعين لفائدة الصندوق مهاجما شركة افريقيا لمالكها اخنوش بعد تبرعها بمليار سنتم ،وإذا كان رئيس الفريق متضايق من تبرع هؤلاء فلماذا يغض الطرف عن تدوينة أخته في الحزب فتيحة الشوباني أخت رئيس مجلس جهة درعة تافلالت الذي اختفى نهائيا ولم يعد يسمع له حس منذ بداية الازمة ،وماعدا بعض الاطلالات والتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، فلماذا لم يتضايق الابراهيمي ولم يعلق على تدوينة الشوباني فتيحة التي قررت دعم 20 اسرة بما فيهم مطلقات وارامل ،أوليس هناك صندوق خاص لأجل مواجهة تداعيات فيروس كورونا ،أم أن النائبة ليست مهتمة بهذا الصندوق ومترفعة عنه تفضل القيام بمثل هذه المبادرة تجني من ورائها أصوات للانتخابات ،على أن تقوم بعمل يثنى عليه بالأجر والثواب ،أليست هذه الاسر هي من أوصلتها الى البرلمان ومنحتها ما لم تحلم به طوال حياتها وما لم يحصل عليه أصحاب الشواهد العليا ، فلنهمس في أذن النائبة بأن المغرب محتاج إلى رجال أشداء يقفون وقفة رجل واحد في مثل هذه الشدائد ،الساكنة في حاجة لمن يقدم لها يد العون والمساعدة لا لمن يبيع لها الوهم ويدغدغ مشاعرها ،مصداقا لقوله تعالى “وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا ,واستغفروا الله إن الله غفور رحيم سورة المزمل ….”أية،20
لا نعلم كم ستطول الازمة وكم سيظل تأثيرها على دول العالم أجمع، القادم في علم الله ، وليس الظرف مناسبا للانتقاد أو تصفية الحسابات ، ولا لغة الاطمئنان تجدي نفعا ،الملك كان صارما في توجيهاته في التعاطي مع هذا الوباء بجدية وبحزم والجميع مطالب بوضع اليد في اليد واليقظة قصد التغلب على وباء كورونا ،الدولة جندت كل إمكانياتها وقدمت جميع التسهيلات لمواطنيها حفاظا على سلامتها الصحية ، الدور على المنتخبين الذين يغضون في سبات عميق ،لا هم لهم سوى الانتخابات واستغلال الظرفية لأغراض شخصية والكلام لرئيس الجماعة الحضرية .