الحدث بريس : متابعة
عرفت أقسام الإنعاش خلال الايام الاخيرة، ضغطاً متزايدا بفعل ارتفاع الحالات الحرجة المصابة بفيروس “كورونا” الأمر الذي دفع مهنيين في المجال الصحي إلى التحذير من حدوث موجة ثانية من الوباء في المرحلة المقبلة.
وضاعف هذا التطور الوبائي المقلق مهام الأطباء في المشافي المغربية، نتيجة ارتفاع الحالات الصعبة والخطيرة المسجلة بشكل يومي.
من جهته، قال جمال الدين الكوهن، رئيس الفيدرالية الوطنية لأطباء التخدير والإنعاش بالمغرب، إن “الحالات الحرجة والصعبة المصابة بكورونا تزايدت بشكل مطرد في الأيام الأخيرة، الأمر الذي نتج عنه ضغط مضاعف على الأطر الصحية التي تشتغل في قسم التخدير والإنعاش”.
وأضاف الكوهن، أن “المهنيين يبذلون جهدا كبيرا منذ عقود، فالخصاص لا يقتصر على المرحلة الراهنة فقط، بل يعود إلى سنوات خلت بالنظر إلى السياسات الصحية التراكمية”.
وأبرز المتحدث أن “الحالة الوبائية الاستثنائية كانت متوقعة، نظرا إلى الحركية التي تشهدها المدن بعد رفع الحجر الصحي”، مؤكدا أنه “لا يوجد أي نقص في مادة الأوكسيجين على الصعيد الوطني، بل كان هناك خصاص على مستوى بعض الأدوية المتعلقة بالإنعاش والمستعجلات بعد إغلاق الحدود، لكن بدأت الوضعية تتحسن قليلا حينما أعاد المغرب فتح مجاله الحدودي”.
من جانبه، أفاد الحبيب كروم، فاعل نقابي في قطاع الصحة، بأن “ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 مرده إلى الرفع من الكشوفات المخبرية، ففي البداية اقتصرت وزارة الصحة على معهد باستور والمعهد الوطني للصحة، لكنها عقدت شراكات مع مختبرات خاصة في مرحلة لاحقة”.
وأوضح كروم، أن “زيادة التحاليل المخبرية الخاصة بالفيروس كشفت عن أعداد كبيرة من المصابين، لا سيما غير الحاملين للأعراض”، مبرزا أن “الضغط الكبير على المستشفيات دفع وزارة الصحة إلى اعتماد الاستشفاء بالمنازل”.
ولفت الفاعل الصحي إلى أن “تزايد الحالات الحرجة يعد مسألة خطيرة، لأن الأعداد كانت قليلة في الأشهر الأولى التي تلت ظهور الوباء بالمغرب، إلا أنها شهدت قفزة خلال الفترة الأخيرة، بعدما بدأت تسجل بالعشرات في اليوم الواحد”.
وأشار المتحدث إلى أن “معدل الوفيات يثير القلق أيضا، بخلاف الفترة السابقة التي كانت تسجل حالات معدودة على رؤوس الأصابع”، منبها إلى “امتلاء المستشفيات الوطنية، ذلك أن 90 في المائة من الأسرة مملوءة، سواء تعلق الأمر بالمستشفى الميداني في الدار البيضاء، أو مستشفى ابن سليمان، أو مستشفى بنجرير”.
وحذر الفاعل النقابي من “خطورة الوضع الصحي القائم، بحيث يطرح ارتفاع معدلات الوفيات والحالات الحرجة تساؤلات عديدة بشأن التفسيرات العلمية وراء التطور الوبائي الأخير، وهو ما قد ينذر بحدوث موجة ثانية من الفيروس”.