الحدث بريس: عبد العالي عبدربي/مكناس.
ويستمر مسلسل زحف الإسمنت المسلح على الأخضر بمكناس، محولا المدينة إلى هياكل بلا روح ولا جمال، زاحفة على الاحتياجات البشرية، ليبقى من العادي جدا ان لا ينعكس عن المدينة في الإعلام، سوى أخبار الجريمة والجنوح، واحتجاجات الساكنة، هنا وهناك، على اجتياح البناء لفضاءات كانت بالأمس القريب، تشكل أملا يصطدم بجشع المنعشين العقاريين، وتصرفات خرقاء لمسؤولين يصدرون تراخيص تفتقد لأدنى حد من المعقولية.
آخر حلقات هذا المسلسل، ما عرفه الفضاء المقابل لثانوية مولاي إسماعيل التأهيلية أخيرا من احتجاج لساكنة المجمع السكني مولاي إسماعيل، في مشهد تتقدمهم لافتة تعتبر أن بناء عمارات بموقف سيارات ثانوية مولاي إسماعيل، دفن أحلام وآمال 100 عائلة من سكان الشطر الثالث من المجمع، رافعين شعارات من قبيل: هذا عار، هذا عار، السكان في خطر. والتلاميذ في خطر، الفلوس شديتوها والوعود خلفتوها.
السكان يحتجون على الشروع في أشغال بناء أربع عمارات، كل واحدة منها تتكون من سبع طوابق، في مكان كان متنفسهم الوحيد، والمنفذ الوحيد للشمس للولوج إلى المجمع. ويأتي تنظيم هذه الوقفة، بعد أن فوجئت الساكنة بحلول الجرافات وباقي الآليات الخاصة بالحفر والبناء، ليكتشفوا أن هناك ترخيصا لبناء عمارات بفضاء، سبق للمنعش العقاري أن تعهد للساكنة، عند البيع، أنه سيكون عبارة عن فضاء أخضر، حسب ما صرح لنا محمد الزموري، وهو من ساكنة المجمع. وعدد متحدثنا النقط التي دفعتهم إلى احتجاج لن يكون الأخير، وأجملها في إخلال المنعش بالوعد الذي قطعه على نفسه عندما صرح للساكنة عند اقتنائها 98 شقة بأن الفضاء المطل على ثانوية مولاي إسماعيل، والذي يستعمل كمرآب للعاملين بالمؤسسة، هو فضاء أخضر، لن يعرف أي أشغال للبناء، إضافة إلى ما شاب الرخصة المسلمة للمعني من خروقات خطيرة، بالسماح له ببناء عمارات من سبع طوابق في شارع لا يتجاوز عرضه 12 مترا، في حين أن المطلوب في هذه الحالة أن يكون عرض الشارع فوق أربعين مترا، حسب نفس المتحدث. كما أن البناء سيحجب مؤسسة تاريخية، يتعلق الأمر بثانوية مولاي إسماعيل. ويبقى أخطر ما في المشروع، هو أن سيسد آخر المنافذ للوقاية المدنية إلى المركب، في حالة الحريق. هذا وقد ناشد، محمد الزموري في تصريحه هذا، جميع القوى الحية مساندة الساكنة لوقف ما أسماه جرما في حقهم، مؤكدا أن الوقفة هي خطوة أولى، ستتلوها خطوات أخرى من قبيل الوقفات، ومراسلات للجهات المسؤولة، دون استثناء القضاء.
ومن جهة أخرى، فقد عرفت الوقفة مساندة من آباء وأولياء التلاميذ، بحضور محمد الزيداني، رئيس الفرع الإقليمي للفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، والفدرالية الإسماعيلية لجمعيات الآباء بمكناس، والذي في تصريح لنا، أن الضرر لن يقتصر على الساكنة، بل سيتعداه للتلاميذ، حيث سيحرمهم من فضاء للفسحة، وكذا العاملين الذين سيحرمون من مرأب للسيارات، إضافة لحجب الشمس عن المؤسسة.