يواجه سكان حصية دائرة ألنيف إقليم تنغير ودوائر أخرى ( زاكورة، الجرف، تنجداد، الريش…)، في الأشهر الأخيرة، نقصا حادا في المياه الصالحة للشرب، ما جعلهم يكابدون صعوبة العيش في هذه المناطق المعروفة بحرارتها المرتفعة بسبب موقعها الجغرافي شبه الصحراوي.
وتعاني كذلك ساكنة “تغزوين” التي تنتمي إلى دائرة أكدز بإقليم زاكورة، والتي يبلغ عدد الأسر بها أكثر من 20 أسرة، صعوبة في الحصول على المياه الصالحة للشرب كل يوم، حيث مازالت غالبية الساكنة تعتمد على الحمير للتزود بالمياه من آبار السقي البعيدة لأكثر من كلم ونصف.
الجفاف الذي تشهده عدة مناطق بجهة درعة تافيلالت، ساهمت فيه عدة عوامل، منها التغيرات المناخية المتمثلة في انخفاض معدلات التساقطات المطرية، والعامل البشري المتمثل في استنزاف المياه الباطنية، مما يهدد هذه المناطق بسنوات عجاف، وبالتالي التأثير على التوازن البيئي وتهديد مستقبل البشرية بها.
النقص في المياه سواء مياه السقي أو الشرب، التي تواجهه مناطق من دواوير ومراكز بجهة درعة تافيلالت، راجع إلى النقص الحاد في التساقطات، حيث على مدى أكثر من أربع سنوات، لم تشهد أقاليم جهة درعة تافيلالت، تساقطات مطرية منتظمة و غزيرة، كافية لتغذية الفرشات المائية والسدود الموجودة ( سد الحسن الداخل و سد المنصور الذهبي ) بالمياه، ما أدى بعدد كبير من الآبار الموجودة على مستوى بعض المدن و بعض الجماعات الترابية أن تجف.
اليوم أضحى البحث على من “يفرس” أي من يزيد في حفر الآبار للوصول الى الماء، شبه مستحيلا في مدينة الرشيدية على سبيل الحصر، وجماعاتها الترابية القروية، لكثرة الطلبات على هؤلاء “عمال الحفر” حفر الآبار التي نضبت مياهها.
عدد من سكان الجماعات الترابية على سبيل المثال لا الحصر( فلاحين من أزمور لقديم ) التابع لجماعة الخنك، تطالب المحسنين بحفر أبار، أو ثقب مائي عبر نداء وجهته على موقع التواصل الاجتماعي، يخطرون من خلاله الى عواقب النقص في مياه السقي، الذي سيؤثر على مزارع الجماعة وبالتالي على محاصل المزروعات المعيشية و على أشجار الزيتون.
بالمقابل، يقدم فلاحو جماعة شرفاء مدغرة الغربية الى سقي مزارعهم ( أشجار الزيتون و النخيل و المزروعات الأخرى …) الى سقيها بمياه الصرف الصحي الواردة من محطة التصفية الواقعة على ضفاف وادي زيز بالرشيدية، رغم كل التحفظات التي كان هؤلاء يقدمونها للمسؤولين في السابق، اليوم، لا خيار لهم يقول فلاح بالمنطقة، سوى الري ولو بالمياه العادمة، رغم أن تلك المياه كانت و مازالت تفتك بالأشجار وتقتلها كما سبق وأن أشرنا اليه في مراسلات سابقة.
اليوم يعرف سد الحسن الداخل بالرشيدية نقص حاد في حقينته، حيث بلغ الحجم الحالي للسد 57.18 مليون متر مكعب، بنسبة ملء تصل إلى 18.28 في المائة، ليتم تسجيل انخفاض مهول في مستوى الفرشة المائية بشكل كبير بسبب مئات الآبار التي تخللت المنطقة، بل وسجل نضوب العديد منها في عدة مناطق من أقاليم الجهة.