الحدث بريس:الصادق عمري.
ما الذي يجعل دولا مثل إيران والجزائر تلتقيان حول هدف واحد رغم اختلاف المنطلقات الأيديولوجية ؟
الهدف الذي تتقاسمانه و تجعلانه من اولوياتهما في سياسيتهما الخارجية وتعلنانه أمام العالم : دعم ومساندة الحركات و الميليشيات ” المارقة” ، الأقليات العرقية والاثنية في مختلف بقاع العالم ؟
تحت دريعة” تصدير الثورة “، و”دعم حركات التحرر” . .
ايران بالدعوة إلى اعتناق الفكر الشيعي المخلص للبشرية، والجزائر باعتناق الفكر الراديكالي اليساري المتطرف الذي كان سائدا ” ايام الحرب الباردة ” لمواجهة الاستعمار ،اما وقد ذهب الاستعمار ” العدو” رغم بقائه في لباس اخر ، لابد من البحث عن عدو يعوض العدو التقليدي فكان الجار المساند وقت الشدة هو العدو المختار لذلك جد النظام الجزائري بكل ابواقه الإعلامية – ايام بومدين وبن بلة – السعي الى صناعة حركة انفصالية ” مارقة ” انطلقت من مراكش بدعم من القذافي والنظام الكوبي فيما بعد هو التصريف الطبيعي والامثل لتصدير الثورة والتحرر ، وهو ماتسميه الجزائر دائما في ادبياتها السياسية مساندة الشعوب ” الإقليم ” في التحرر وتقرير المصير.
الهدف واحد إذن بين النظامين أما وسائل الوصول إليه تختلف طرقها وأساليبها .
النظام الجزائري يعلم أن التاريخ والجغرافيا والانتماء يشهد بأن الصحراء الشرقية ، والصحراء الغربية بلاد مغربية ،ولكنه يتمادى في الكذب والتضليل . موهما الأطراف القارية ، والدولية ،بأنه لاعلاقة له بالمشكل منذ بدايته وأن العلاقة التي تربطه بالكيان المزعوم لا تعدو سوى مساعدة على التحرر، انطلاقا من منظور حقوق الإنسان والحق في تقرير المصير، ولو كان ذلك على حساب تقسيم الشعوب وتقزيمها واطالة معانات الصحراويين المحتجزين تحت التهديد والإرهاب اليومي الممارس ضدهم . وهو يعلم مبدئيا أن الشردمة التي يستخدمها في تصريف حقده التاريخي الدفين لا تملك الحق ولا الشرعية في تمثيل الصحراويين. من هنا تظهر للمتامل نقطة التقاطع بينه وبين النظام الإيراني الذي يرى خلاص الكيانات هو اعتناق الثورة الشيعية ، بما تحمله من اجهاز وتشويه ل ” تاريخ مظلومية” ، علي بن أبي طالب وابناءه ، وادعاء أن الأدارسة في المغرب الاقصى كانوا على المذهب الشيعي _ والتاريخ يكذب ذلك علما أن علماء الصحراء وصلحاء الساقية الحمراء واد نون وبلاد شنقيط كانوا على مذهب أهل السنة وعلى طريقة الجنيد السالك: ” وهو الامر الذي ارادت تسويقه بالنسبة للقباءل المنتمية للادارسة بالصحراء المغربية والمطلع على خبايا الأمور يعلم أن النظام الأمني والعسكري الجزائري يضم في صفوفه عددا من ضباط الجيش ينتمون لبعض القبائل التي تنتمي للادارسة …
من هنا تدخل إيران أنفها لتصدير الثورة الشيعية ولعل الأحداث الأخيرة التي خلقتها إيران في تدريب وتسليح و دعم ومساندة المنظمة الانفصالية اكبر دليل على تقاطع التصور البومدياني والملالي الخميني فهما وجهان لعملة واحدة .
زعزعة استقرار المنطقة باكملها وفتحها على على مشارف مستقبل غامظ ، قد ينذر بتفاقم الوضع وازدياد الضغوط والابتزاز الدولي.. الامر الذي سينعكس سلبا في المستقبل القريب على جارة السوء نفسها ، التي تشهد صراعا داخليا على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي … ولقد صدق من قال “كل بلاد دخلت في شانها إيران كان مصيرها الخراب .”وهو أمر مشاهد بالعيان بدءا بالعراق وانتهاء ببلاد الشام …