يثير الجدل الدائر حول ما وُصف بضعف إقبال مغاربة المهجر على زيارة المغرب هذا الصيف تساؤلات أعمق حول بنية القطاع السياحي الوطني، الذي يبدو أنه لا يزال رهيناً بمزاج الجالية أكثر من اعتماده على استقطاب السياح الأجانب.
فقد خرجت وزارة السياحة لتؤكد بالأرقام أن المغرب لا يزال يحظى بجاذبية لدى مغاربة العالم والسياح الأجانب على حد سواء.
في الوقت الذي انتشرت فيه مقاطع فيديو تتحدث عن “مقاطعة” الجالية للوجهة المغربية بسبب غلاء المعيشة،
كما أكد خبراء في السياحة أن المغاربة المقيمين بالخارج يشكلون ما بين 45 إلى 50% من مجموع السياح، مقابل أقل من 15% في دول سياحية كتركيا وفرنسا.
ويبرز هذا المعطى اختلالا في مؤشرات القطاع، إذ أن الجالية غالباً ما تقيم في بيوت عائلية ولا تُنعش قطاع الإيواء والمطاعم بالشكل المطلوب، مما ينعكس سلباً على عدد ليالي المبيت والمداخيل بالعملة الصعبة، رغم ارتفاع أعداد الوافدين.
ولا يزال العرض السياحي المغربي رغم تعزيز النقل الجوي وتحفيز الطلب يعاني من نقص في الطاقة الاستيعابية وجودة الخدمات، وهو ما قد يُفرمل تطلعات النمو السياحي.
ويخلص خبراء السياحة إلى ضرورة كشف حصيلة ميثاق الاستثمار والتدابير المتخذة لتقييم جدواها، وتقويم مكامن الخلل، تفادياً لانعكاسات سلبية على قطاع يعتبر من ركائز الاقتصاد الوطني.