لا شك في ان عدد كبير من الدول الأفريقية عانت من ويلات الاستعمار الفرنسي،الذي نهب خيراتها من أجل بناء اقتصاده.
ويعد المغرب من بين الدول الأفريقية التي شملها هذا الاستعمار، الذي لقي مقاومة شرسة من قبل المغاربة بكل مكوناتهم ،ومن قبل الحركة الوطنية .
وقد توجت هذه المقاومة بعودة محمد الخامس من المنفى حاملات وثيقة الاستقلال،لكن وابان نهاية الاستعمار او ما يسميه البعض بنهاية (الحماية على المغرب) ، كانت هناك اتفاقية اكس ليبان بمنطقة رون الب الفرنسية ،بين ممثلين عن الحركة الوطنية المغربية والسلطات الفرنسة خلال الفترة الممتدة بين 20 و30 غشت 1955 والتي دامت لخمسة ايام.
مثل المغرب في هذه المفاوضات عن الاحزاب المغربية كل من المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد،ومحمد اليازدي وعمر بن عبد الجليل،وعبد الهادي بوطالب ……..،اما عن الجانب الفرنسي فقد مثل المفاوضات رئيس الحكومة ادغار فور ووزير الخارجية بيناي،إضافة إلى وزير الدفاع كوينغ.
ويرى الكثيرون ان معظم بنود هذه المعاهدة يصب في صالح الدولة الفرنسية ،وحسب ما سرب من مضامنها جعل الكثير من المغاربة ينعتونها بالخيانية،بل هناك من شبه المستعمر ب :(الخارج من الباب والداخل من النافذة) ،لما تحتويه هذه البنود من تعاقدات تجعل خيرات المغرب مستغلة ولعقود من قبل الدولة الفرنسية.
اما بالنسبة لدول أفريقية أخرى كدول القرن الأفريقي مثلا ،فقد نهجت فرنسا سياسة من نوع آخر، إذ عمدت إلى انشاء مراكز ثقافية وبناء مدارس وجامعات لنشر اللغة الفرنسية في هذه الدول ،ولجأت الى انشاء منظمة الفرنكفونية التي تعقد قممها كل سنتين.
وقد ابقت فرنسا على قواعدها العسكرية بهذه الدول للتدخل عسكريا لتغيير الانظمة كلما دعت الضرورة إلى ذلك، ولعل خير مثال ما حدث سنة 2011 عندما تدخلت لازاحة لوران غباغبو وتغييره بالحسن وتارابساحل العاج.
ورغم ان فرنسا ما زالت تحتفظ بوزارة تسمى وزارة المستعمرات القديمة،كما انهامازالت تتعامل مع مستعمراتها القديمة على أنها مستعمراتها ،الا ان المتتبعين للشأن الأفريقي يرون العكس ،فدور فرنسا في أفريقيا في تراجع مستمر.
إن التكتلات الاقتصادية والتحالفات السياسية التي برزت مؤخرا،جعلت فرنسا تواجه منافسة قوية في أفريقيا من قبل مجموعة من الدول الصناعية ،كالصين وروسيا والولايات المتحدة الامريكية،بعدما انتبهت هذه الدول مؤخرا إلى خيرات أفريقيا ،ومعادنها الثمينة،ومواردها البشرية.
إن ما تحتويه افريقيا من خيرات وثروات طبيعية ،جعل شعوبها تستفيق من سباتها العميق لتقف في وجه الهيمنة الفرنسية من خلال رفضها لخطابات فرنسا المعهودة(المساعدة على النمو. الدعم من أجل التطور) معتبرة إياها خطابات لا تزيدهم إلا تخلفا، ومطالبة فرنسا بتغيير خطابها بعقد شراكات شفافة وواضحة وسليمة مع حكوماتهم.