الحدث بريس : الصادق عمري علوي.
ربما يكون اعتراف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الأحد، بخسارة حزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية، في عدد من البلديات بمدن مهمة بتركيا ، بعد ساعات من بدء فرز الأصوات في الانتخابات المحلية بداية العد العكسي لتراجع الحزب .
شاركت العديد من الاحزاب في هذه الانتخابات بتحالفات وتكتلات من هنا وهناك ( المعارضة .. \ الحزب الحاكم .. ) … من بينها ، العدالة والتنمية، والشعب الجمهوري، والحركة القومية، والشعوب الديمقراطي، والسعادة، وتركيا المستقلة، والاتحاد الكبير، والديمقراطي، واليسار الديمقراطي، وإيي، والشيوعي التركي، والوطن…
وذكرت وسائل إعلام حكومية معلقة بأن الحزب الحاكم يتجه إلى فقدان السيطرة على العاصمة أنقرة في الانتخابات البلدية، لأول مرة منذ 25 عاما.
كما ذكرت قناة تلفزيون “إن تي في” أن منصور يافاش مرشح حزب الشعب الجمهوري لمنصب رئيس بلدية أنقرة حصل على 49.8 بالمئة من الأصوات، مقابل 47.8 لمنافسه محمد أوز هسكي مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وبدت العاصمة ساحة تنافس حاد في هذه الانتخابات البلدية التي تعتبر بمثابة ” اختبار لشعبية أردوغان ” ، وسط تباطؤ اقتصادي وارتفاع التضخم بالبلد البالغ عدد ساكنته 81 مليون نسمة.
كما بينت النتائج الأولية تقدم المعارضة في أنقرة وإزمير وأنطاليا، وخسارتها إسطنبول لصالح الحزب الحاكم ” بفارق ضئيل.”
ولللإشارة فإن انكماش الاقتصاد عقب ” أزمة العملة ” العام الماضي عندما فقدت الليرة ما يزيد على 30 بالمئة من قيمتها، ساعد في تقوية جانب المعارضة التي رأت فيه مؤشر لـ”معاقبة أردوغان”. وتقليصا لسلطاته ” الرئاسية الواسعة ” التي حاول تكريسها العام الماضي .
وورد لدي فرانس برس تعليقها على الانتخابات البلدية بالقول :
“أيا كانت نتيجة المعركة على بلدية اسطنبول، القلب الديموغرافي والاقتصادي للبلاد، فقد تكبد إردوغان هزيمة فادحة مع خسارته العاصمة التي بقيت تحت سيطرة حزب العدالة والتنمية وأسلافه الإسلاميين على مدى 25 عاما”.
رغم أن رجب طيب إردوغان نزل بكل ثقله في السباق. واعتبرت هذه الانتخابات بمثابة ا ” ستفتاء عليه شخصيا ” ، وسط أزمة اقتصادية كبيرة تشهدها تركيا، بحسب ما صرحت به وكالة “فرانس برس”.
وبحصول أكرم إمام أوغلو على 4.16 مليون صوت بفارق حوالي 30 ألف صوت عن مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدرم.
يكون طيب أردوغان قد تعرض لانتكاسة كبيرة بخسارة حزبه الحاكم السيطرة على العاصمة أنقرة للمرة الأولى في انتخابات محلية تميزت بتجند تلقائي ، لايدع مجالا للفراغ أملته الظروف الاجتماعية والاقتصادية للاتراك … بمشاركة صامدة وحظور قوي للمعارضة .
فيما أوضحت وسائل إعلام تركية أن مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض منصور يافاش حقق فوزا واضحا في أنقرة.
أما أردوغان، فقد أعلن فوز حزبه في الانتخابات المحلية، ورغم أنه أقر بخسارة “بعض المدن” في إشارة إلى تقدم مرشحي المعارضة في أزمير وأنقرة، إلا أنه أكد أن حزبه سيطر على أغلبية أحياء العاصمة.
واحتفالا بهذا الفوز للمعارضة ،جنوب شرقي تركيا، اقام الأكراد احتفالات باستعادة ” حزب الشعوب الديمقراطي ” المعارض بلديات كانت تحت سيطرة حزب العدالة والتنمية .