الحدث بريس:يحي خرباش.
يروج على إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي رسالة استنكار من داخل جناح كوفيد بالمستشفى الجهوي مولاي علي الشريف ،يزعم أنها تحمل توقيع مرضى هذا الجناح تستنكر فيه اللامبالاة من طرف بعض الاطباء وعدم معاملة المرضى المغادرين للمستشفى من طرف الممرضات والممرضين بما يرضي هؤلاء ،إضافة إلى مطالبتهم بالألبسة التي يحملها المريض والمطالبة في نفس الوقت بتعقيم الالبسة قبل المغادرة وتحضير الوجبات في الموعد المحدد .
إلى هنا قد تبدو هذه المطالب مشروعة وواقعية لو كان الامر يتعلق بظرف عادي لا يصل إلى درجة الازمة التي يمر منها المغرب ، فالجائحة التي تتصدر وسائل الاعلام الوطنية والدولية لا تخفي حجم الخطر الذي يهدد دول العالم مما جعلها في حالة استنفار قصوى ودفعها إلى الاسراع بتجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية لمواجهة هذا العدو من أجل ضمان سلامة وصحة المواطن في أحسن الظروف.
وفي الحقيقة وفور علم الجمعية المغربية لحماية المستهلك بالرشيدية بالخبر، انتقلنا إلى عين المكان قصد الوقوف على حقيقة ما ورد في الرسالة ، لنتفاجأ بما لا يمكن أن ينكر الحقيقة إلا جاحد ،بحث كل الاطقم الصحية من أطباء وممرضين وعمال نظافة وأطر إدارية تسخر كل جهودها وتشتغل ليلا ونهارا دون كلل أو ملل مستحضرة في ذلك روح التضامن الذي يفرضه الواجب المهني والاخلاقي في هذا الظرف العويص ،لنكتشف أن كل المزاعم والادعاءات التي وردت في الرسالة ما هي إلا سيناريو محبوك الغرض منه التشويش على كل الجهود المبذولة ومما يزيد الامر يقينا أن الحالات المتواجدة بالمستشفى لا علم لهم بهذه الرسالة ولا علاقة لهم بالموضوع ،فكل ما يهمهم هو الشفاء والعودة إلى ديارهم سالمين .
وعلاقة بالموضوع سألنا عن ظروف العلاج لتكون الاجابة بما يقطع الشك باليقين فالحالات المقيمة بالمستشفى تتلقى أحسن الخدمات وفي أحسن الظروف ،فالطاقم الطبي مشكورا على وقوفه إلى جانب المريض دون الاكتراث بالمخاطر التي قد يتعرض لها في كل لحظة وحين ويضيف أحد النزلاء دون خوف من الفيروس وبكل شجاعة ،هذا ابتلاء من الله ونطلب من العزيز القدير أن يرفع عنا هذا الوباء ،ونحن من هذا المنبر نقدم كل الشكر للأطباء والممرضين وعاملات النظافة اللواتي لا يغادرن ممرات المستشفى ويسهرون على القيام بواجبهم على أحسن وجه ؟
لا نعتقد بأن السرعة القياسية التي تم بها تجهيز هذا المستشفى نسبيا وتسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لتكون رهن إشارة واستقبال الحالات الوافدة سواء القادمة من مدينة الريش التي بلغ عدد الحالات بها44 حالة لوحدها أو غيرها كانت ستكون قادرة على توفير الطاقة الاستعابية لهذه الحالات الوافدة لولا المجهودات الجبارة للطاقم الإداري الذي عمل جنبا إلى جنب مع الطاقم الطبي من أجل ضمان الظروف الملائمة للعلاج وعلى أعلى مستوى ،كما أن السلطات الولائية سخرت كل إمكانياتها من أجل أن توفر الأجواء الملائمة لإنجاح هذه المهمة الصعبة ،والتي عوض أن يكن لها الاعتراف بالجميل لما قدمته من تضحيات ،تأبى بعض الايادي الخفية التي ألفت الاصطياد في الماء العكر وتحويل فشلها إلى مادة سامة الغرض منها التشويش على الواجب الوطني وتحويل الانظار عن إخفاقاتها التي لا تعد ولا تحصى.